قوله:"لما نزلت بنو قريظة" كانت بنو قريظة من اليهود، فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ؛ أي: رضينا بما يحكم علينا، وسعد بن معاذ من كبار الصحابة.
"قوموا إلى سيدكم"؛ أي: قوموا من مكانكم لحرمة سعد، وهذا دليل على جواز قيام الجالسين إلى مَن يدخل عليهم من أصحاب المناصب والأستاذين والصُّلحاء والأبوين، ومَن يستحق الاحترام.
"بحكم المَلِك" بكسر اللام؛ أي: بحكم الله.
ومن الناس من يقول:(بحكم المَلَك) بفتح اللام، قال محيي السنة: هذا بعيد؛ لأنه إذا روي:(بحكم الله) عُلم أن الصواب ها هنا: (بحكم المَلِك) بكسر اللام، ومَن قال:(بحكم المَلَك) - بفتح اللام - معناه: بالحكم الذي نزل به الملك وهو جبريل - صلى الله عليه وسلم -.
يعني: يا سعد! حَكَم الله فيهم مِثْلَ ما حَكَمْتَ فيهم.
* * *
٣٠١٣ - وعن أبي هريرةَ قال: بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قِبَلَ نَجْدٍ فجاءَتْ برجلٍ مِن بني حَنِيفةَ يقال له: ثُمَامَةُ بن أُثالٍ سَيدُ أهلِ اليَمامةِ، فربطوهُ بساريةٍ من سَوارِي المسجدِ فخرجَ إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"ماذا عندَكَ يا ثُمَامَةُ؟ "، قال: عندي يا محمدُ! خيرٌ، إنْ تَقْتُلْ تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكِرٍ، وإنْ كنتَ تريدُ المالَ فسلْ تُعْطَ منه ما شئتَ، فترَكَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كانَ الغدُ فقالَ لهُ:"ما عندَكَ يا ثُمَامَةُ؟ "، قال: عندي ما قلتُ لك: إن تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكرٍ، وإنْ تَقْتُلْ تقتلْ ذا دَمٍ، وإنْ كُنْتَ تريدُ المالَ فَسَلْ تعْطَ منهُ ما شِئتَ، فتركَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كانَ بعدَ الغدِ فقال:"ما عِندكَ يا ثُمامَةُ؟ "، قال: