٣٢٥٤ - وعن عائشةَ رضي الله عنها: أنَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يأكُلُ البطِّيخَ بالرُّطَبِ، ويقولُ:"يُكسرُ حَرُّ هذا ببردِ هذا، وبردُ هذا بحرِّ هذا"، غريب.
قوله:"يأكل البطيخ بالرطب، ويقول: يُكسر حرُّ هذا ببرد هذا، وبردُ هذا بحرِّ هذا"، الطَّبيخ والبطِّيخ واحد، ولعله أراد بالطبيخ هنا: قبل أن ينضُج ويصير حُلْوًا فإنه قبل نضجه يكون باردًا، وأما بعد نُضْجه فهو حار.
* * *
٣٢٥٥ - عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: أُتيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بتمرٍ عتِيقٍ فجعلَ يُفتِّشُهُ ويُخرِجُ السُّوسَ منهُ.
قوله:"بتمر عتيق"؛ أي: بتمر قديم وقع فيه السُّوس من غاية قِدَمِه.
(والسُّوس): دودٌ يظهر في التمر وغيره.
"فجعل"؛ أي: فطَفِقَ.
"يُفَتِّشه"؛ أي: يشُقُّ التمر ويطلُب فيه السّوسَ ويطرحُ السوسَ ويأكلُ التمرَ، وهذا دليلٌ بأن الطعام لا ينجُس بدودٍ يقع فيه، ولا يحرُم الطعامُ مع تلك الدود.
* * *
٣٢٥٦ - عن ابن عمرَ - رضي الله عنه - قال: أُتيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بجُبنةٍ في تَبْوكَ فدعا بالسِّكِّينٍ فسمَّى وقطَعَ.
قوله:"بجُبنة" - بضم الجيم والباء وتشديد النون - وهي الجُبن.
هذا الحديث يدل على طهارة الأَنْفِحة؛ لأنها لو كانت نجسة لكان الجبن نَجِسًا؛ لأن الجبن لا يحصل إلا بالأنفحة.