يُبتدأ بعدها الكلام، فيكون (العجزُ) مبتدأ و (الكَيس) معطوفًا عليه، وخبرهما محذوف؛ أي: حتى العجزُ والكَيسُ كائنان مقدَّران بقَدَر الله.
* * *
٦٠ - وقال:"احتجَّ آدمُ وموسى عند ربِّهِمَا، فحجَّ آدمُ موسى، قال موسى: أنتَ آدمُ الذي خلقكَ الله بيَدِهِ، ونفخَ فيكَ مِنْ روحِهِ، وأسجدَ لكَ ملائكتَهُ، وأسكنَكَ في جنَّتِهِ، ثمَّ أَهبَطْتَ النَّاسَ بخطيئَتِكَ إلى الأرضِ؟ فقال آدمُ: أنتَ موسى الذي اصطفاكَ الله برسالَتِهِ وبكلامِهِ، وأعطاكَ الألواحَ فيها تِبْيَانُ كُلِّ شيءٍ، وقرَّبَكَ نَجيًّا فَبِكَمْ وجدتَ الله كتبَ التوراةَ قبلَ أنْ أُخْلَقَ؟ قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدمُ: فهلْ وجدْتَ فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}؟ قال: نعم، قال: أَفَتلُومُني على أنْ عَمِلْتُ عمَلًا كتبَهُ الله علَيَّ أَنْ أَعملهُ قبلَ أنْ يخلُقَني بأربعينَ سنةً؟ "، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فحجَّ أدمُ مُوسَى"، رواه أبو هريرة.
قوله:"احتج": إذا أجرى الخصومة والمناظرة بين الاثنين، وأصله: أن يطلب كل واحد منهما الحُجَّةَ من صاحبه على ما فعل، (الحُجَّة): البرهان.
"عند ربهما"؛ أي: في سماء ربِّهما؛ لأن ذلك كان في السماء عند ملتقى الأرواح، وكان هذه الملاقاة والمكالمة من آدم وموسى عليهما السلام كملاقاة ومكالمة نبينا محمد سيد الأنبياء - عليه السلام - ليلةَ المعراج.
قوله:"فحجَّ آدمُ موسى عليهما السلام": (حجَّ) بمعنى: غَلَبَ في الحُجة على الخصم، بمعنى: غَلَبَ آدمُ عليه السلام على موسى في المناظرة.
قوله:"خلقَك الله بيده"؛ أي: خلقَك الله بقدرته من غير أن يأمر به أحدًا، ومن غير واسطة أب وأم.