قوله:"مَن لم يأخذ مِن شاربه فليس منَّا": هذا تهديدٌ لمَن تركَ هذه السُّنَّةَ؛ يعني: فليس مِن موافقينا في هذا الفعل، وليس منا في وجدان ثواب هذه السُّنة.
* * *
٣٤٣١ - عن عمرِو بن شُعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يأخذُ مِن لِحيتِه، مِن عرضها وطولِها. غريب.
قوله:"يأخذ من لحيته من عَرضها وطولها"؛ يعني: تسويةُ شَعرِ اللِّحية وتزيينُها سُنَّةٌ، وهي أن يقصَّ كلَّ شعرةٍ أطولَ من غيرها؛ لتستويَ جميعُها.
* * *
٣٤٣٢ - عن يَعْلَى بن مُرَّةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى عليهِ خَلُوقًا فقال:"أَلَكَ امرأةٌ؟ " قال: لا، قال:"فاغسِلْه، ثم اغسِلْه، ثم اغسِلْهُ، ثم لا تَعُدْ".
قوله:"رأى عليه خَلُوقًا، فقال: ألك امرأة؟ " يعني: إن كان لك امرأةٌ وأصابك الخَلُوق من ثوبها أو بدنها ولم تقصد أنت استعمالَ الخلوق فلا حرجَ عليك، وإن استعملتَ الخلوقَ فاغسِلْه.
"ولا تعد"؛ أي: ولا تَعُدْ إلى استعمال الخَلُوق وتُبْ عنه؛ فإنه لا يليق بالرجال، و (لا تَعُدْ): نهي مخاطب من: العَود.
* * *
٣٤٣٣ - عن أبي موسى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقبلُ الله صلاةَ رجلٍ في جَسَدِه شيءٌ مِن خَلُوق".
قوله:"لا يَقبَل الله صلاةَ رجلٍ في جسده شيءٌ من خَلُوق": هذا وعيدٌ وزجرٌ عن استعمال الرجال الخَلُوق؛ يعني: لا كمال لصلاةِ رجلٍ شبَّه نفسَه بالنساء.