٣٤٤٥ - عن ابن عمرَ - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يلبَسُ النِّعالَ السِّبْتيَّة، ويُصَفِّرُ لحيتَهُ بالوَرْسِ والزَّعفرانِ. وكانَ ابن عمَر - رضي الله عنه - يفعلُ ذلكَ.
قوله:"النِّعال السِّبْتِيَّة"؛ أي: النِّعال من الجلود السِّبْتِية، والجلد السَّبْتِي: ما نُقِّيَ من الشَّعر، مأخوذ من (سَبَتَ الشَّعرَ): حَلَقَه.
والسِّبتي أيضًا: المدبوغ بالقَرَظ، وهو ورق شجر يقال له: السَّلَم.
* * *
٣٤٤٧ - عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "غَيرُوا الشَّيْبَ، ولا تَشَبَّهوا باليهودِ".
قوله:"غيروا الشيبَ، ولا تشبَّهوا باليهود"، (ولا تشبهوا) أصله: ولا تتشبهوا، فحُذفت تاء الاستقبال؛ يعني: تركُ خضابِ الشَّعر الأبيض عادةُ اليهود، فاخضبوا الشَّعرَ الأبيضَ حتى لا تكونوا متشبهين باليهود في ترك الخضاب.
* * *
٣٤٤٨ - عن عمرِو بن شُعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَنتِفُوا الشَّيْبَ فإنه نورُ المسلمِ، مَن شابَ شيبةً في الإِسلامِ كتبَ الله لهُ بها حسنةً، وكفَّر عنه بها خطيئةً، ورفَعهُ بها درجةً".
قوله:"لا تنتفوا الشيبَ؛ فإنه نورُ المسلم": كان بعضُ الناس يكره ابيضاض شَعره؛ لأنه علامةُ انتقاص الشباب ودخول الشيخوخة ودخول الضعف ونقصان القوة، وبعضُ الناس يكره هذا كي لا يُنسَب إلى الضعف، فينتف الشَّعرَ الأبيضَ من رأسه ولحيته؛ كي لا يَظَنَّ الناسُ زوالَ شبابه، فنَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أُمتَه عن نتف الشيب؛ لأن في الشيب وقارًا، وأولُ مَن شابَ من بني آدم كان إبراهيم خليل الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى الشيبَ في لحيته قال: ما هذا يا ربِّ؟ فقال الله له: هذا