للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآخر فلا يدخل الحمَّامَ إلا بمِئزرٍ"، ولم أتجرَّد، فرأيت تلك الليلةَ في المنام كأن قائلاً يقول لي: أبشِرْ يا أحمدُ؛ فإن الله تعالى قد غفرَ لك باستعمال السُّنَّة، فقلت: مَن أنت؟ فقال: أنا جبريلُ، فقد جعلك إمامًا يُقتدَى بك.

* * *

٣٤٦٥ - عن أبي المَليحِ قال: قَدِمَ على عائشَةَ رضي الله عنها نِسوةٌ مِن أهلِ حمْصَ فقالت: مِن أينَ أَنْتُنَّ؟ قُلْنَ: مِن الشامِ، قالت: فلعلَّكُنَّ مِن الكُورَةِ التي تدخلُ نِسَاؤها الحمَّامَاتِ؟ قُلْنَ: بلى، قالت: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا تخلعُ امرأةٌ ثيابَها في غيرِ بيتِ زوجِها إلا هَتَكَتْ السِّترَ بينَها وبينَ ربها".

وفي روايةٍ: "في غيرِ بيتِها إلا هتكَتْ سِترَها فيما بينَها وبينَ الله - عز وجل -".

قوله: "من أهل حِمْص": وهو بلد من الشام.

"من الكُورة أي: من البلد والناحية.

"إلا هَتَكَتِ السِّترَ بينها وبين ربها - عز وجل - يعني: جعل الله سِترًا على النساء؛ أي: حفظَهنَّ من أن يَرَهنَّ أجنبيٌّ، وأمرَهن بسِتر أنفسهن، حتى لا يجوز لهن كشفُ عورتهن في الخلوة أيضًا إلا عند أزواجهن، فإنه جازَ لهن كشفُ جميع أعضائهن عند الأزواج، ويجوز لهن كشفُ ما ظهر منهن عند العمل، كاليدَين إلى العضد والرَّجلَين إلى الساق عند محارمهن، فإذا كشفتِ المرأةُ أعضاءَها في الحمَّام من غير ضرورةٍ فقد هتكت السترَ الذي أمرها الله تعالى به، وصارت عاصيةً بهتك سِترها.

* * *

٣٤٦٧ - عن جابرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن كانَ يُؤْمِنُ بالله واليومِ الآخرِ فلا يدخل الحَمَّامَ بغيرِ إزارٍ، ومَن كانَ يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فلا يُدْخِلْ

<<  <  ج: ص:  >  >>