"رُقية النَّملة"، (النَّمْلة): قُروح تُرقَى وتَبْرَأ بإذن الله.
"كما علَّمتِيها الكتابة"، الياء في (علمتيها) زائدة، تولدت من إشباع كسرة التاء.
قال الخطابي: هذا الحديث يدل على أن تعلُّمَ النساءِ الكتابةَ غيرُ مكروهٍ؛ لأن حفصةَ تعلَّمت الكتابةَ من الشفاء بنت عبد الله، ولم يَمنعْها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
٣٥٣٣ - عن أبي أُمامةَ بن سَهْلٍ بن حُنيفٍ قال: رأَى عامرُ بن ربيعة سهلَ ابن حُنيفٍ يغتسلُ فقالَ: والله ما رأيتُ كاليومِ، ولا جِلْدَ مخبَّأَةٍ! قال: فلُبطَ سَهْلٌ، فأُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقيلَ له: يا رسولَ الله! هل لكَ في سَهْلِ بن حُنَيفٍ، والله ما يرفَعُ رأسَه! فقالَ:"هل تَتَّهمونَ لهُ أحدًا؟ "، قالوا: نتَّهمُ عامرَ بن ربيعةَ، قال فدَعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامرًا فتَغَلَّظَ عليهِ وقال:"عَلامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ، أَلا بَرَّكْتَ؟ اغتسِلْ لهُ"، فغَسلَ عامرٌ وجهَهُ ويدَيهِ ومِرفَقيهِ ورُكْبَتيه وأطرافَ رِجلَيهِ وداخِلةَ إزارِه في قدَح ثم صُبَّ عليه، فراحَ مع النَّاس ليسَ بهِ بأسٌ.
قوله:"ما رأيتُ كاليوم، ولا جلدَ مُخبَّأة"، تقدير هذا الكلام: ما رأيتُ جِلدَ رجلٍ ولا جِلدَ مخبَّأةٍ مثلَ الجلد الذي رأيتُه اليومَ؛ يعني: جِلدَ سهل بن حُنيف، فإن جِلدَه كان لطيفًا.
(المخبَّأة): المرأة المخدَّرة، وهي التي تجلس في البيت خلف السِّتر.
"فلُبطَ سهلٌ"؛ أي: سقط على الأرض من تأثير عين عامر.
"هل لك في سهل بن حُنيف؟ "؛ أي: هل لك خبرٌ في شأن سهل بن حُنيف؟ أو هل خِلْتَ مداواةً فيه؟