أُهاجِرُ مِن مكَّةَ إلى أرضٍ بها نَخْلٌ، فذهبَ وَهَلي إلى أنَّها اليَمامةُ، أو هَجَر، فإذا هِيَ المَدِينةُ يَثْرِبُ، ورأيتُ في رُؤيَايَ هذه أنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فانقَطَعَ صَدْرُهُ، فإذا هُوَ ما أُصِيْبَ مِن المُؤْمِنينَ يَومَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزتُه أُخرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فإذا هُوَ مَا جاءَ الله بهِ مِن الفَتْحِ واجتِمَاعِ المُؤْمنينَ".
قوله: "وَهَلي"؛ أي: ظنِّي.
"اليمامة أو هَجَر": اسما بلدَين.
"هَزَزتُ"؛ أي: حرَّكتُ.
* * *
٣٥٧١ - وعَنْ أبي هُريْرةَ - رضي الله عنه - قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، أُتيْتُ بخزائِنِ الأَرْضِ، فوُضعَ في كَفِّي سِوارَانِ مِن ذَهَبٍ فكبُرا عَلَيَّ، فأُوحِيَ إِليَّ: أن انفُخْهُما، فَنَفَخْتُهُما فذَهَبا، فأَوَّلتُهُما الكذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بينَهمَا: صَاحِبَ صَنعاءَ، وصَاحِبَ اليَمامةِ".
وفي رِوايةٍ: "يُقالُ لأَحدِهِما: مُسَيْلمةُ صَاحِبُ اليمامةِ، والعَنسيُّ صَاحِبُ صَنعاءَ".
قوله: "أُتيت بخزائن الأرض" على بناء المجهول؛ أي: عُرِضَّ عليَّ الكنوزُ وأنواعُ المال، فوُضعَ منها سِوَارانِ في كفِّي، "فكَبُرَا"؛ أي: فَثُقلَا، ومقصود هذا الحديث: أن إسلامَ مُسيلِمة والعَنْسي كان عظيمًا عنده - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن لهما أتباعًا كثيرةً، فقيل له في المنام: انفخ السِّوارَينِ، فنفخ فيهما، فذَهَبَا؛ يعني: ليس لإسلامهما إخلاصٌ، بل سيرتدَّانِ عن الدِّين، وكانا قد ارتدَّا قبل رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الرُّؤيا.
والرجلُ إذا رأى السِّوارَ في يده تعبيرُه صيرورته ضيقَ اليد؛ أي: قليلَ