السُّرْيانِيَّةَ - ويَرْوَى: - أنَّه أَمَرني أنْ أَتَعَلَّمَ كِتَابَ يَهُودَ وقال:"إنَّي ما آمَنُ يَهُودَ على كِتَابٍ"، قال: فَمَا مرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حتَّى تعلَّمْتُ، فَكَان إذا كَتَبَ إلى يَهُوَدَ كَتَبْتُّ، وإذا كَتَبُوا إلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُم".
قوله: "ما آمَنْ يهودَ على كتابٍ"؛ يعني: أخافُ إن أمرتُ يهوديًا بأن يكتبَ من لساني كتابًا إلى قومٍ من بني إسرائيلَ أن يكتبَ فيه شيئًا ما قلتُ له، وأخافُ أن يكتبوا إليَّ كتابًا، وأعطيتُه يهوديًا أن يقرأَه على أن يزيدَ فيه أو ينقصَ منه شيئًا.
* * *
٣٦٠٩ - عَنْ أَبيْ هُرَيْرةَ - رضي الله عنه -، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا انْتَهَى أَحَدُكم إلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسلِّمْ، فإنْ بَدا لَهُ أنْ يَجْلِسَ فَلْيجلِسْ، ثُمَّ إذا قَامَ فليُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الأُولَى بأحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ".
قوله: "فليستِ الأُولى بأحقَّ من الآخرة"؛ يعني: ليستِ التسليمةُ الأولى باحقَّ من التسليمة الآخرة، بل كلتاهما حقٌّ وسُنَّةٌ.
* * *
٣٦١٠ - وقال: "لَا خيرَ في جُلُوسٍ في الطُّرُقَاتِ إلا لِمَن هدَى السَّبيْلَ، وَرَدَّ التَّحيةَ، وغَضَّ البَصَرَ، وأَعَانَ على الحَمُولَةِ".
قوله: "على الحُمُولة"، (الحُمُولة) بضم الحاء جمع: حِمْل بكسر الحاء، وهو ما يُحمَل على الظهر.