للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٥٤ - وعَنْ جَابرِ بن سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الفَجْرَ، تَرَبَّع في مَجْلِسِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ.

قوله: "تَرَبَّعَ"؛ أي: جلسَ مترِّبعًا، وهو أن يَقْعُدَ الرجلُ على وَرِكَيْه، ويَمُدَّ ركبتَه اليمنى إلى جانب يمينه، وقدمَه اليمنى إلى جانب يسارهِ، وركبتُه اليسرى يمدُّها إلى جانبِ يساره، وقدمُه اليسرى إلى جانب يمينه.

قولها: "حسناءَ (١) ": وهو نعتُ مؤَّنثٍ، مُذَكَّرُها: أَحْسَن، وحسناء: منصوبةٌ على أنها حالٌ من الشمس؛ أي: حتى ترتفعَ الشمسُ كاملةً، والمراد بهذا الحديث: أن التربُّعَ في الجلوس سُنَّةٌ.

* * *

٣٦٥٥ - عَنْ أَبيْ قَتَادَةَ - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا عَرَّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَع عَلَى شِقِّهِ الأَيْمن، وإذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِراعَهُ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ.

قوله: "عَرَّسَ (٢) "؛ - بتشديد الراء -: إذا نزلَ في آخر الليل للاستراحة.

والمرادُ بهذا الحديثِ: أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل قبلَ الصبح بزمانٍ كثيرٍ اضطجعَ على جنبه الأيمن، ووضعَ رأسَه على وسادةٍ أو غيرِها لينامَ، وإن نزلَ قبلَ الصبحِ بزمانٍ قليلٍ وَضَعَ رأسَه على كَفِّه كي لا ينامَ نومًا طويلًا؛ لأنه لو نام نومًا طويلًا؛


(١) جاء على هامش "ش": "قيل الصواب حَسَنًا على المصدر؛ أي: طلوعًا حَسَنًا، ومعناه: كان يجلسُ متربعًا في مجلسه إلى أن ترتفع الشمس، وفي أكثر النسخ: حسناء".
(٢) جاء على هامش "ش": "وقد روى صاحب النهاية: أنه كان إذا عَرَّسَ بليل توسَّد لينة، وإذا عَرَّسَ عند الصبح نصب ساعده نصبًا، ولعل ذلك لئلا يتمكن من النوم فتفوتَه صلاة الفجر".

<<  <  ج: ص:  >  >>