للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"والله لَوْلا الله ما اهتَدَيْنَا ... ولا تَصَدَّقْنَا ولا صَلَّينَا

فأَنْزِلَنْ سَكِيَنةً عَلَيْنَا ... وَثَبت الأَقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا

إنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... إذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا

يَرْفَعُ بِها صَوْتَه: أَبَيْنا، أَبَيْنا".

قوله: "ينقُلُ الترابَ يومَ الخندقِ"، يوم اتفقَ قبائلُ العربِ على محاربةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاؤوا حتى نَزَلُوا حولَ المدينة ليحارِبُوا، فقيل للنبي: طريقُ دَفْعِهم بأن يحفِرُوا حولَ المدينة خندقًا كي لا يقدِرُوا أن يتجاوزوا الخندقَ، فلا يَصِلُون إلينا، فإنهم أكثرُ من أن نَقْدِرَ على مقاومتهم، فاشتغلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه بحفْرِ الخندقِ حتى فاتت عنهم صلاةُ العَصْر، فأرسلَ الله على الكُفَّارِ ريحًا شديدًا، وهي ريح الصَّبَا، فقَلَعَتْ خيامَهم، وكسرتْ قدورَهم، ورمتِ الترابَ على وجوههم، وأُلْقِيَ في قلوبهم الخوفُ فهربوا، وسَلَّمَ الله نبيَّه والمؤمنين مِن شرِّ الكفار.

قوله: "حتى اغبرَّ بطنُه"؛ أي: حتى صار ذا غبارٍ؛ أي: وقعَ عليه الغبارُ حتى سَتَرَ الغبارُ لونَ بشرته.

"لولا الله"؛ أي: لولا فضلُ الله علينا بأن هدانا إلى الإسلام.

"إن لاقينا"؛ يعني: إن لاقينا الكفارَ ثَبَّتَنا على محاربتهم.

"إن الأُولَى"؛ أي: إن هؤلاءِ الكُفَّار.

"بَغَوا"، أصلُه: بَغَيُوا، فقُلِبت الياءُ ألفًا، وحُذفت لسكونها وسكون الواو، ومعناه: ظلموا.

"إذا أرادوا فِتنةً أَبَيْنا"؛ يعني: إذا أرادُوا أن يُوْقِعُونا في الكفر والضلالة امتنعنا عن قَبُوله.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>