للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أشبهَ ذلك، فقد حصلَ ذلك العيبُ له أكثرَ مما حصلَ لهم؛ لأن الغِيبةَ وإيذاءَ الناسِ أشدُّ من ذنبٍ لا يَتَعلَّقُ بحقوق الآدَمِيين.

ويُرْوى: (فهو أَهْلَكَهم) - بفتح الكاف - على أنه فِعْلٌ ماضٍ، قيل: معناه: أنَّ مَنْ جَعَلَ المسلمينَ قانِطين من رحمةِ الله فقد جعلَهم كافِرين خالدين في النار، فإذا كان فهو الذي جَعلَهم كافرين فقد أهلَكَهم.

وقال مالك: إذا قال أحد: فسدَ الناس حزنًا وتأسُّفًا لما يَرَى في الناس؛ يعني: في أمرِ دينهم، فلا أرى به بأسًا. وإذا قال ذلك عُجْبًا بنفسه وتَصَاغُرًا للناس، فهو المَكْرُوه الذي نَهَى عنه.

روى هذا الحديثَ والذي بَعْدَه: أبو هريرة.

* * *

٣٧٥٢ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ".

ويروى: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ".

قوله: "لا يدخلُ الجَنَّةَ قَتَاتٌ"، (القَتَّاتُ): النَّمَّامُ.

روى هذا الحديثَ حُذَيفةُ.

* * *

٣٧٥٣ - وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيْكُم بالصَّدْقِ، فإنَّ الصَّدْقَ يَهدِي إِلَى البرِّ، وإنَّ البرَّ يَهْدِي إِلَى الجَّنةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصدُقُ ويَتَحَرَّى الصَّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله صِدَّيقًا، وإِيَّاكُمْ والكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويتحَرَّى الكَذِبَ حتَى يُكْتَبَ عِندَ الله كَذَّابًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>