قوله:"ليس الكذَّابُ الذي يُصْلِحُ بين الناس"؛ يعني: مَنْ كذبَ لأجل أن يُصْلِحَ بين عَدُوَّين لم يكنْ عليه بذلك الكذبِ إثمٌ، بل ثبتَ له فيه أجرٌ.
مثاله: أراد زيدٌ أن يُصلِحَ بين عمروٍ وبَكْرٍ، يجيء زيدٌ إلى عمر ويقول: يسلِّمُ عليك بَكْرٌ ويمدحك، ويقول: أنا مُحِبُّه، وهكذا يجيءُ إلى بَكْرٍ ويبلغُه من عمرو السلامَ، فلا إثمَ على زيدٍ فيما يقول بين عمرو وبَكْرٍ مع أنه يسمَعُ مِنْ كلِّ واحدٍ منهما شَتْمَ الآخر.
نَمَى يَنْمِي نميًا: إذا بَلَّغَ أحدٌ حديثَ أحدٍ على وجْهِ الإصلاح، ونَمَّى تنميةً: إذا بلَّغه على وجه الإفساد.
روى هذا الحديثَ أمُّ كلثوم بنت عقبة.
* * *
٣٧٥٥ - وقَالَ:"إِذَا رَأيْتُم المَدَّاحينَ فاحثُوا في وُجُوهِهِمُ التُّرابَ".