للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٦٢ - وقَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمةِ مِن الخَيْر مَا يَعْلمُ مَبْلَغَها، يَكْتُبُ الله لَهُ بِهَا رِضْوانَه إلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكلَّمُ بالكَلِمةِ مِن الشَّرِّ مَا يَعْلَمُ مبلَغَها، يَكْتُبُ الله بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَه إلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ".

قوله: "ما يعلمُ مَبْلَغَها"؛ يعني: لا يعلمُ قَدْرَ تلك الكلمةِ؛ يعني: رُبَّما يتكلَّمُ الرجلُ بكلمةٍ من الخيرِ وهو يظنُّها قليلًا، وهي عظيم عند الله، فيحصُلُ له بها رضوانُ الله إلى يومِ يَلْقَاه، وربما يَتَكلَّمُ بكلمةٍ من الشَّرِّ يَظُنُّها قليلًا ولا يبالي بها، فيحصُلُ له بها سُخْطُ الله "إلى يوم يلقاه"؛ أي: إلى يوم القيامة.

روى هذا الحديثَ بلالُ بن الحارث المُزَني.

* * *

٣٧٦٣ - وقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويْلٌ لِمَنْ يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضحِكَ بهِ القَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وُيْلٌ له".

قوله: "ويلٌ لمن يحدِّثُ فيكذِبُ ليُضْحِكَ به القومَ، ويلٌ له"، هذا الحديثُ يدلُّ على أنَّ مَن حَدَّثَ بحديثِ صِدْقٍ في المزاح فَيَضْحَك بذلك الحديثِ الحاضرون ليس عليه بأسٌ؛ لأنه قد ذُكِرَ في (باب المصافحة): أن أُسَيْدَ بن حُضَيْرٍ يُضْحِكُ القومَ بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: (ويلٌ له)؛ أي الهلاكُ حاصلٌ، وقيل (الويلُ) اسمُ وادٍ في جهنَّم.

روى هذا الحديثَ معاويةُ بن حَيْدَة القُشَيْري.

* * *

٣٧٦٤ - وقَالَ: "إنَّ العَبْدَ لَيَقُولُ الكَلِمَةَ لَا يَقْولُها إِلَاّ ليُضحِكَ بِهَا النَّاسَ يَهْوِي بِهَا أَبْعَدَ مَمَّا بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، وإِنَّه لَيزِلُّ عَنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَزِلُّ عَنْ قدمِهِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>