قوله:"من حُسْنِ اسلامِ المرءِ تركُه ما لا يعنيه"؛ أي: ما لا ضرورةَ له فيه ولا ينفعُه؛ يعني: إسلامُ الرجل يحسُنُ ويكمُلُ بأن يتركَ من الأفعال والأقوال ما لا ينفعُه، ولا ضرورةَ له فيه.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
٣٧٧٠ - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَال: تُوفِّيَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابةِ فَقَال رَجُلٌ: أبشِرْ بالجنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَلا تَدْرِي، فلعَلَّه تكلَّمَ فيْمَا لا يَعْنِيهِ، أو بَخِلَ بِمَا لا يُنقِصُهُ".
قوله:"أَبْشِرْ بالجَنَّة"؛ يعني: افرح بحصولِ الجَنَّةِ لك بأن صَحِبْتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -.
"أوْلا تدري"، بسكون الواو؛ يعني: أتدري أنه من أهلِ الجَنَّةِ؟ أو لا تدري بأيِّ شيءٍ علمتُ أنه مِن أهل الجنة؟
"فلعلَّه تكلَّمَ فيما لا يعنيه"؛ أي: تكلَّمَ بكلامٍ يضُّره في الآخرة.
"أو بَخِلَ بما لا يَنْقُصُه"؛ أي: بالتكلُّم في الخير، فإنه لا ينقصُ من لسانه شيءٌ بأن يُعَلِّمَ الناسَ ما يحتاجون إليه، ويُرْشِدَهم وينصحَهم، ويتلطَّفَ بهم باللسان، ويعينَهم بيديه، ويمشيَ برجليه في حاجةٍ لهم.
* * *
٣٧٧٢ - وقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا كَذَبَ العَبْدُ تَبَاعَدَ عَنْهُ المَلَكُ مِيْلًا مِن نَتْنِ مَا جَاءَ بهِ".