الثالثُ كلامَهما؛ لأن الثالثَ يظنُّ حينئذ أنهما يقولان فيه شيئًا قبيحًا، فيحزَنُ من قولهما.
"حتى يختَلِطُوا بالناس"؛ يعني: لا يجوز تناجي اثنين حتى يجتمعَ الناسُ أكثرَ من ثلاثة، فإذا كثر الناسُ فلا بأس بتناجي اثنين؛ لأن كلَّ واحدٍ لا يظنُّ أن المتناجِيَينِ يقولان فيه، بل يظنُّ أنهما يقولان في حقَّ شخصٍ آخرَ شيئًا لا في حقِّه.
روى هذا الحديثَ ابن مسعود.
* * *
٣٨٦٣ - وعن تَميمٍ الدَّارِيِّ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"الدِّينُ النَّصيحَةُ"، ثلاثًا، قلنا: يا رسولَ الله! لِمَن؟ قال:"للهِ، ولِكِتابه، ولرَسُولِه، ولأئِمَّةِ المُسلِمينَ، وعامَّتِهم".
قوله:"الدِّين النصيحةُ"، تقدير هذا الكلام: عمادُ أمور الدين، أو أفضلُ أو أكملُ أعمال الدين: النصيحةُ، و (النصيحةُ): إرادة الخيرِ للمنصوحِ له.
أمر - صلى الله عليه وسلم - بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، النصيحة لله: أن يريدَ الرجلُ ويحبُّ ما يتعلَّقُ بتعظيم الله بطاعته من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإرشادِ المسلمين إلى دينه.