"حتى بانُوا"، وهذا مِن بانَ يبُونُ بونًا: إذا زاد على غيره في شيءٍ من العلم وغيره؛ أي: حتى زادوا على الأطفال بكثرةِ قوةٍ وعقلٍ ورشدٍ بحيث يقدِرُ كلُّ واحدٍ على خدمة نفسه، وتحصيل قوته.
* * *
٣٨٧٦ - وعن ابن عبَّاسٍ قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن كانت لهُ أُنثَى فلم يَئِدْها، ولم يُهِنْها، ولم يُؤْثِرْ ولدَه عَلَيها - يعني الذُّكورَ - أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ".
قوله:"فلم يَئْدِها"، وأَد يَئِدْ: إذا دَفَنَ حيًّا؛ أي ولم يقتلْها كما هو عادة أهل الجاهلية فإنهم كانوا يقتلون البناتِ؛ إما فرارًا من العار أو من الفقر.
"ولم يُهِنْها"؛ أي: ولم يُذِلَّها، "ولم يُؤْثِرْ"؛ أي: ولم يَخْتَرْ "ولدَه" على البنت.
* * *
٣٨٧٧ - عن أنسٍ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"مَن اغتيبَ عندَه أخوهُ المُسْلِمُ وهوَ يقدِرُ على نَصْرِه فنَصَرَهُ نصرَهْ الله في الدُّنْيا والآخِرَةِ، فإنْ لم يَنْصُرْه وهو يَقْدِرُ على نَصْرِه أدرَكَه الله بهِ في الدُّنيا والآخِرةِ".
قوله:"أَدْرَكَه الله"؛ أي: انتقمَ الله منه؛ يعني: يقول له: لم لم تنصرْ أخاك المغتاب مع قدرتك على أن تدفعَ المغتاب من أن يغتابَه.
* * *
٣٨٧٨ - وقال:"مَن ذَبَّ عَن لَحْمِ أخيهِ بالمغيبَةِ كانَ حَقًّا على الله أنْ يُعتِقَه مِن النَّارِ".