الذي لا يُغفَرُ هو الشِّركُ ومظالمُ الخَلْق، وإن مات على الشِّرْك لا يدخل الجنةَ أبدًا، وإن مات وعليه مَظْلَمَةُ أحدٍ يؤخذْ منه القصاصُ بأن يدفعَ من حسناته إلى المظلومِ بقدْرِ حقَّه، فإن لم يكن له حسنةٌ يؤخَذْ من سيئات المظلوم، وتوضع على الظالم، فلمَّا عُذِّبَ بقدْرِ مَظْلَمتهِ يدخل الجنة.
"مِن نَحْلٍ"، هي جمع نِحْلَة، وهي ما يُعْطَى على سبيل التبرُّع.
* * *
٣٨٧٥ - عن عَوْفِ بن مالكٍ الأَشْجَعيِّ قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا وامرَأةٌ سَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ كهاتينِ يومَ القيامةِ - وأَوْمَأَ الرَّاوِي بالسَّبابةِ والوُسْطى - امرأةٌ آمَتْ مِن زَوْجِها ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، حَبَسَتْ نفسَها على يتامَاهَا حتى بانُوا أو مَاتُوا".
قوله:"سَفْعَاء الخَدَّين"؛ أي: متغيرةُ الخَدَّين من غاية المشقَّة.
"أومأ"؛ أي: أشار.
"آمَتْ"؛ أي: صارتْ أَيمًا، وهي التي مات زوجُها.
"حَبَسَتْ نَفْسَها"؛ أي: تركت التزوجَ بزوجٍ آخر، واشتغلت بخدمة أولادها الذين من الزوج الذي مات.