ثم الأجساد التي فيها الأرواح في الدنيا تتآلف وتختلف على حسب ما جُعلت عليه من التشاكُل والتنافر في بدء الخلق، فيُرى البَرُّ الخير يحب مثلَه، والفاجر يألف شِكْله وينفر عن ضدِّه.
وفيه دليل على أن الأرواح ليست بأعراض، وأنها قد كانت موجودةً قبل الأجساد، وأنها تبقى بعد فناء الأجساد كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشهداء:"أن أرواحهم في جوف طيرٍ خضرٍ تسرح من الجنة حيث شاءت".
قال المعتزلة: الروح عرض.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
٣٨٩٠ - وقالَ:"إنَّ الله إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْريلَ فقال: إنَّي أُحِبُّ فلانًا فأَحِبَّهُ"، قالَ:"فيُحِبُّه جِبْريلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيقولُ: إنَّ الله يُحِبُّ فلانًا فأَحبُّوه، فيُحِبُّه أهلُ السَّماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ، وإذا أبغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْريلَ فيقول: إنَّي أُبغِضُ فُلانًا فأَبْغِضْهُ"، قال:"فيُبْغِضُه جبريلُ، ثُمَّ ينادِي في أهلِ السَّماءِ: إن الله يُبغِضُ فلانًا فأبغِضُوه"، قال:"فيُبغِضُونَه، ثُمَّ تُوضَعُ لهُ البَغْضَاءُ في الأَرْضِ".
قوله:"ثم يوضع له القبول في الأرض"؛ يعني: ثم يوضع حبه في قلوب الناس.