قوله: "أين المتحابون بجلالي"؛ يعني: الذين يحب بعضهم بعضًا بعظمتي؛ يعني: كان في الدنيا سببُ حب بعض الناس بعضًا المالَ والجاه، أو توقُّعَ النصرة، أو غير ذلك، وكان هؤلاء سببُ حب بعضهم بعضًا رضائي، ورجاؤهم ثوابي ولقائي.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
٣٨٩٢ - عن أبي هُرَيْرةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ رَجُلاً زارَ أخًا له في قَرْيةٍ أُخرَى، فأَرصدَ الله لهُ على مَدْرَجتِهِ مَلَكًا قال: أينَ تريدُ؟ قال: أريدُ أخًا لي في هذه القَرْيةِ، قال: هل لكَ عليهِ مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قال: لا، غيرَ أنِّي أَحْبَبتُه في الله، قال: فإنِّي رسولُ الله إليكَ بأنَّ الله قد أحَبَّكَ كما أحبَبْتَهُ فيه".
قوله: "فأرصد الله على مدرجته ملكًا"؛ أي: فأرسل الله على طريقه، (الإرصاد): أن يوقف أحد في الطريق لينتظر أحدًا، (المدرجة): الطريق.
"هل لك عليه من نعمة تربها"، (تربُّها)؛ أي: تقوم بإصلاحها؛ يعني: هل هو مملوكك أو ولدك أو غيرهما ممن هو في نفقتك وفي شفقتك، تجيء إليه لتُحسِن إليه.
* * *
٣٨٩٥ - وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسُّوءِ، كحَامِلِ المِسْكِ ونافِخِ الكِيرِ، فحامِلُ المِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وأما أنْ تَبْتَاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منهُ رِيحًا طيبةً، ونافخُ الكِيرِ إما أنْ يَحْرِقَ ثيابَكَ، وإمَّا أنْ تجدَ منه رِيحًا خَبيثةً".