للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَساكِنَ الذينَ ظَلَموا أنفسَهم إلا أنْ تَكُونُوا باكِينَ، أنْ يُصيبَكم مِثْلُ ما أصابَهم"، ثم قَنَّعَ رأسَه، وأَسْرَعَ السَّيْرَ حتى اجتازَ الوادِيَ.

"لما مر بالحجر", (الحجر) هنا: ديار قوم ثمود.

"قنَّع" بتشديد النون؛ أي: ستر، وعلَّةُ سترِه - صلى الله عليه وسلم - رأسَه تحذيرُ الناس من دخول مساكن الكفار الذين أهلكهم الله بعذابه؛ يعني: أستر رأسي حتى لا يصل إلى غبار ديار الكفرة، حتى لا ينزل عليَّ بلاءٌ من شؤم أهل هذه الديار، وغرضُه - صلى الله عليه وسلم - بهذا تنبيهُ أصحابه ومَن بعدهم.

"اجتاز أي: قطع وخرج من ذلك الموضع.

* * *

٣٩٨٠ - وقال: "لَتُؤَدُّنَّ الحُقوقَ إلى أَهْلِها يومَ القِيامةِ حتى يُقادَ للشَّاةِ الجَلْحاءِ مِن الشَّاةِ القَرْناءِ".

قوله: "حتى يقاد أي: حتى يُقتص.

"الجلحاء": الشاة التي لا قرن لها، و"القرناء": ضدُّها؛ يعني: لو نطح شاةٌ قرناءٌ شاةً جلحاءَ في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة يؤخذ القرن من الشاة القرناء وتُعطى الجلحاءُ قرنًا حتى تقتصَّ لنفسها من الشاة القرناء.

فإن قيل: الشاة غير مكلَّفة فكيف يُقتص منها؟

قلنا: الله تعالى فعَّالٌ لِمَا يريد لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.

والغرض من هذا: إعلام العباد أنه لا تضيع الحقوق، ويُقتص حق المظلوم من الظالم، وتوفَّى كل نفس ما كسبت.

روى هذا الحديث أبو هريرة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>