للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السماء في لحظة، بل في طَرفة عينٍ قبلَ أن يَشرَعَ الناسُ في عمل النهار، وكذلك يصعد ملائكةُ النهار إلى السماء قبل أن يَشرَعَ الناسُ في عمل الليل، ويأتي بحث هذا في موضعه.

والكلمة الخامسة: "حجابه النور ... " إلى آخر الحديث؛ يعني: الحجابُ الذي بينه وبين خلقه حتى لا يراه خلقُه، هو النُّورُ.

"لو كشفه"؛ أي: لو رفعَ ذلك الحجابَ "لأَحرقَتْ سُبُحاتُ وجهِه"، (السُّبُحات) جمع: سُبْحة، وهي العَظَمة، وقيل: النور التي إذا رأته الملائكةُ سبَّحوا الله، (وجهه)؛ أي: ذاته.

"ما انتهى إليه بصره من خلقه"، (انتهى): إذا وصلَ إليه، الضميرُ في (إليه) راجعٌ إلى (وجهه)، و (ما) بمعنى (من)، وهو موصول، و (انتهى): فعلٌ ماضٍ، و (بصره): فاعله، والفعل والفاعل صلة (ما)، والموصول وصلته مفعول.

"أحرقت"؛ يعني: لو رفعَ حجابَه لاحترقَ خلقُه؛ لأنه لا طاقةَ لهم أن ينظروا إلى ذاته، بل هو الله تعالى أعظمُ وأجلُّ من أن يراه أحدٌ في الدنيا، كما قال تعالى لموسى: {لَنْ تَرَانِي}، وهذا في الدنيا، وأما في الآخرة يراه أهلُ الجنة إذا أراهم نفسَه، وأما رؤيةُ نبيِّنا - عليه السلام - إياه ليلةَ المعراج يأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.

* * *

٧١ - وقال: "يَدُ الله مَلأَى، لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ الليلَ والنهارَ، أرأيتُمْ ما أنفقَ منذ خَلَقَ السماءَ والأرضَ؟ فإنه لم يَغِضْ ما في يديه، وكانَ عرشُهُ على الماءِ، وبيدهِ الميزانُ، يَخفِضُ ويَرْفَعُ"، رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>