للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي روايةٍ أُخرى: "يمينُ الرَّحمنِ مَلأَى سَحَّاءُ".

قوله: "يد الله تعالى مَلأى": هذه صفة (اليد)، وهي نعت مؤنث، مذكرها: مَلآن، وأراد بـ (يد الله): خزائنه وكرمه وجوده؛ يعني: خزائنه مَلآى لا تنقص أبدًا بأن يصبَّ الرزقَ على عباده دائمًا، وإنما لا تنقص لأن له القدرةَ على إيجاد المعدوم.

قوله: "لا تَغِيضُها"؛ أي: لا تُنقصها "نفقةٌ"؛ أي إعطاؤُه الرزقَ لمخلوقاته.

"سحَّاء": صفة لـ (يد الله)، وهي نعت مؤنث، قياس مذكره أن يكون: (أَسحُّ)، كـ (حمراء وأحمر)، إلا أنه لا يُستعمل: أَسَحُّ.

قيل: لم يأت فعلاء من باب (فَعَلَ) - بفتح العين في الماضي وضمها في الغابر - إلا هذا اللفظ، وهي من (سَحَّ) إذا صبَّ الماءَ من علوٍ إلى سفلٍ.

"سحَّاءُ الليلَ والنهارَ"؛ أي: يصبُّ الرزقَ على عباده في الليل والنهار، ونصب (الليلَ) و (النهارَ) على الظرف.

قوله: "أرأيتم ما أَنفقَ"؛ أي: أتعلمون وتبصرون أنه تعالى يُنفق؛ أي: يرزقُ عبادَه.

"فإنه لم يَغِضْ"؛ أي: لم ينقص ما في خزائنه، غاض يغيض غيضًا: إذا نَقَصَ وأَنْقَصَ، وهو لازمٌ ومتعدٍّ، و (ما) في (ما أنفق): مصدرية؛ أي: رأيتم إنفاقَه على عباده؟

قوله: "وكان عَرْشُه على الماء"؛ يعني: وكان عَرشُه على الماء قبلَ خلقِ السماوات والأرض.

"وبيده الميزانُ يخفض ويرفع"؛ أي: الأرزاقَ والأعمارَ والسعادةَ والشقاوةَ بقدرته، يُعزُّ قومًا ويُذلُّ قومًا، وَيبسُطُ رزقَ قوم ويَقبِضُ رزقَ قومٍ.

قوله: "وفي رواية: يمين الرحمن مَلأى سحَّاء"؛ يعني: وفي رواية: قال

<<  <  ج: ص:  >  >>