للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"التجفاف": شيء يلبس لدفع السلاح؛ يعني: كما أن الفارس يُهيئ أسباب المحاربة، فكذلك مَن يدعي محبتي لِيُهيئْ نفسه للفقر والمشقة، فإنه لا بد من دخول الفقر إلى مَن يحبني.

* * *

٤٠٦٣ - عن أنسٍ قال: قال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لقدْ أُخِفْتُ في الله وما يُخافُ أَحَدٌ، ولقدْ أُوذِيْتُ في الله وما يُؤْذَى أَحَدٌ، ولقدْ أتَتْ عليَّ ثلاثونَ منْ بينِ ليلةٍ ويَوْمٍ وما لِي ولِبلالٍ طَعامٌ يأْكلُهُ ذُو كَبدٍ، إلا شَيءٌ يُوارِيهِ إبْطُ بِلالٍ".

قوله: "أخفت في الله(أخفت): ماض مجهول من (أخاف) بمعنى: خوَّف؛ يعني: كنت وحيدًا في ابتداء إظهاري (١) الدين، فخوَّفني في ذلك وآذاني الكفار.

"في الله أي: في دين الله، ولأجل إظهار دينه، ولم يكن معي أحد يوافقني في تحمل أذية الكفار حينئذ.

"ولقد أتت علي ثلاثون من بين ليلة ويوم يعني: قد كان بعض الأوقات مر علي ثلاثون يومًا وليلة ولم يكن لي طعامٌ وكسوة، وكان في ذلك الوقت بلال رفيقي.

"إلا شيء يواريه إبط بلال"، (يواريه)؛ أي: يستره؛ يعني: ما لنا من الطعام إلا شيء قليلٌ بقَدْرِ ما يأخذه بلال تحت إبطه، ولم يكن لنا ظرف نضع الطعام فيه.

* * *


(١) في "ش": "إظهار".

<<  <  ج: ص:  >  >>