للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٦٤ - عن أبي طَلْحَةَ قال: "شَكَونْا إلى رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الجُوعَ، ورَفْعنا عنْ بُطونِنا عنْ حَجَرٍ حَجَرٍ، فرفعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عنْ بَطْنِه عنْ حَجَرَيْنِ"، غريب.

قوله: "ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر" وعادة أصحاب الرياضة إذا اشتد جوعهم أن يربط كلُّ واحد منهم حجرًا على بطنه كي لا يسترخي وتنزل أمعاؤه، فيَشُقُّ عليه التحرك، فإذا ربط حجرًا على بطنه يشتد بطنه وظهره، فتسهل عليه الحركة، ومَن كان جوعه أشد يربط على بطنه حجرين، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثرهم جوعًا، وأشدَّهم رياضة، فربط على بطنه حجرين، وربط كل واحد منهم على بطنه حجرًا.

* * *

٤٠٦٦ - عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عن أَبيه، عن جَدِّه، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَصْلتانِ مَنْ كانتا فيهِ كتَبَهُ الله شاكِرًا صابرًا: مَنْ نَظَرَ في دِينِه إلى مَنْ هوَ فَوْقَهُ فاقْتَدَى بهِ، ونظَرَ في دُنْياهُ إلى مَنْ هوَ دُونَهُ، فحَمِدَ الله على ما فضَّلَهُ الله عليهِ؛ كتبَهُ الله شاكِرًا صابرًا، ومَنْ نظرَ في دِينِه إلى مَنْ هوَ دُونَهُ، ونظرَ في دُنْياهُ إلى مَنْ هو فَوْقَهُ، فأَسِفَ على ما فاتَهُ منهُ؛ لمْ يكتُبْهُ الله شاكِرًا ولا صابرًا".

قوله: "من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به"؛ يعني: من نظر في الأعمال الصالحة إلى مَن هو أكثر منه عبادةً ورياضةً وقناعةً (فاقتدى)؛ أي: فاجتهد أن يكون مثله في العبادة، وحرص على تحصيل عبادة ورياضة وقناعة مثله، ونظر في قلة المال إلى من هو أقل مالاً منه، فشكر على ما أعطاه الله من الفضل في المال على ذلك الفقير الذي هو أفقر منه.

فمن كانت هذه صفته كتبه الله شاكرًا صابرًا، ومن كان نظره على عكس

<<  <  ج: ص:  >  >>