نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوبَهُما بينَهُما فلا يتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبن لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقومَنَّ السَّاعَةُ وهو يَلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسقي فيهِ، ولَتَقومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيهِ فلا يَطعَمُها".
قوله: "دعواهما واحدة"؛ يعني: تدعي كل واحدة منهما: أني مسلم.
"حتى تكثر الزلازل"، (الزَلازِل): جمع زَلْزَلَةٍ، وهي تحريك الأرض.
يعني: يكون تحريكُ الأرضِ في آخرِ الزمان كثيرًا.
"يتقاربُ الزَّمان"، ذُكر شرح هذا قبيل حِسَان (كتاب الفتن) بحديثين.
"فيفيضُ"، (الفيضُ): كثرةُ الماء وسيلانه.
"حتى يُهِمَّ ربَّ المالِ مَنْ يقبلُ صدقتَهُ"، (الإهمام): الحزن، وتقديره: حتى يُهِمَّ ربَّ المال فقدانُ من يقبل صدقته.
"لا أَرَبَ"؛ أي: لا حاجة.
"يا ليتَنِي مكانه"؛ يعني: يا ليتني كنتُ ميتًا حتى لا أرى الفتن والغُصَص.
"حتى تطلع الشمس من مغربها؛ فإذا طلعَتْ ورآها الناسُ أجمعون، فذلكَ حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}"؛ يعني: إذا طلعَتْ الشمسُ من المغرب لم يُقبل إيمانُ من لم يؤمن قبلَ طلوع الشمس من المغرب؛ لأن هذا الإيمان إيمان البَأس، وإيمان البَأسِ غير مقبول؛ لأن الإيمانَ المقبولَ هو الذي يكون بالغيب، وأما إذا طلعت الشمس من المغرب تَيَقَّنَ الناس مجيء القيامة؛ لأنه من علامات القيامة، فإذا تيقن الرجل مجيء القيامة لم يكن إيمانه إيمانًا بالغيب.
قوله: " {أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} "؛ يعني: أو تاب المؤمن توبة لم تقبل توبته أيضًا كما ذكرنا في (الإيمان).