وقصة طلوع الشمس من المغرب قد جاء في الحديث الصحيح: أن الليلةَ التي تطلعُ الشمسَ من المغرب في اليوم الذي بعدَها تطولُ تلك الليلة يقوم المتهجدون في تهجدهم، فلما فرغوا من أورادهم ولم يَروا أثر الصبح، ظنُّوا أنهم أخطئوا الوقت في القيام إلى التهجد، فظنوا أنهم قاموا قبل الوقت، فاستأنفوا أورادَهم، فلما فرغوا من أورادهم مرةً ثانيةً ولم يروا أثرَ الصبح، علموا أنه يحدث من الغيب شيء، فالتجؤوا إلى الله تعالى، وإلى الذِّكر وتلاوة القرآن، وبكوا وتضرعوا إلى الله تعالى، فإذا هم كذلك طلع الصبح من المغرب، ثم طلع الشمس من المغرب، ولم يكن لها نور، وشاهد الناس كلهم طلوعها من المغرب.
ففي رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أن الشمس تطلع من المغرب يومًا واحدًا": وفي رواية: "أنها تطلع من المغرب ثلاثة أيام، ثم تطلع من المشرق إلى يوم القيامة".
واختلف أهل السنة في أن عَدم قَبول إيمان الكافر، وتوبة المذنب بعد طلوع الشمس، هل عام أم لا؟
فقال بعضهم: لا يُقبل إيمانٌ ولا توبةٌ لأحدٍ بعد طلوع الشمس من المغرب إلى يوم القيامة.
وقال بعضهم: ذلك مختصٌ بمن شاهدَ طلوع الشمس من المغرب، وهو مُمَيزٌ، فأما مَنْ يُولد بعد طلوع الشمس من المغرب، أو وُلد قبله ولم يكن مميزًا، فصار مميزًا بعد ذلك، ولم يشاهد طلوعَ الشمس من المغرب يقبل إيمانه وتوبته، وهذا هو الأصح.
"بِلَبن لِقْحَتِهِ"، (اللِّقْحَة): الناقة ذات اللبن؛ يعني: حَلَبَ الرجلُ ناقتَهُ وقامَتْ القيامةُ قبلَ أن يشربَ اللبن؛ يعني: إذا نُفِخَ في الصور فلم يقدر أحد على