شُبهت بها (١)؛ لأنه كان يخضبُهَا بالحنَّاء، والكاف للتشبيه، وقد تكون اسمًا، وقد تكون حرفًا، فإذا كانت حرفًا، فقد احتاج إلى مُتَعلق كقولك: زيد كعمرو؛ يعني: زيد مستقرٌ كعمرو.
واستدل الفارسي على حرفيتها بصلة الذي بها، كقولك: جاءني الذي كزيد؛ لأن الصلة لا تكون إلا جملة، ولو كان اسمًا؛ لكان منفردًا، فإذا كان حرفًا تعلق بفعل إيجاب الجملة، فأما إذا كان اسمًا فهو بمعنى المثل، فلا يحتاج إلى متعلق كقولك: زيد كعمرو؛ أي: زيدٌ مثل عمرو.
* * *
٤٢٠٧ - عن عبدِ الله بن حَوالةَ قال: بَعَثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِنَغْنَمَ علَى أَقْدامِنا، فَرَجَعْنا فلف نَغْنَمْ شَيْئًا، وعَرَفَ الجَهْدَ في وُجوهِنا، فقامَ فينا فقالَ:"اللهمَّ لا تَكِلْهُمْ إليَّ فأَضْعُفَ عنهُمْ، ولا تَكِلْهُمْ إلى أنفُسِهِمْ فيَعْجِزُوا عنها، ولا تَكِلْهُم إلى النَّاسِ فيَستأْثِروا عليهمْ". ثمَّ وَضَعَ يدَهُ علَى رأْسِي ثُمَّ قال:"يا ابن حَوالَةَ! إذا رأيتَ الخِلافةَ قدْ نزلَت الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ، فقدْ دَلَتِ الزَّلازِلُ والبَلابلُ والأُمورُ العِظامُ، والسَّاعةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ منَ النَّاسِ منْ يَدِي هذهِ إلى رأْسِكَ".
قوله:"بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنغْنَمَ على أقدامِنا ... " الحديث، (على أقدامِنا): حالٌ من الضمير في (بعثنا)؛ أي: بعثنا رجالًا غيرَ ركاب؛ لأنك تقول: بعثته راجلًا، وبعثته راكبًا، فيتنوع البعث كذا يتنوع المبعوث؛ مرة راجلًا، ومرة راكبًا.
(١) أي: شبهت اللحية بالضرمة كما في حديث قيل: "وكأن لحيته ضرام".