قوله:"مَثَلُ القلب كريشةٍ"، (الرَّيشة): رِيش الطير، والرِّيش جمع، واحدتها: ريشة.
(الفلاة): المَفَازة الخالية من النبات والشجر، و"فلاة" هنا صفة "أرض"، وكلتاهما مكسورتين مُنوَّنتَين.
قوله:"ظهرًا لبطنٍ": اللام هنا بمعنى (إلى)، كقوله تعالى:{مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ}[آل عمران: ١٩٣]؛ أي: إلى الإيمان؛ أي: تُقلب الرياحُ تلك الريشةَ ظهرًا إلى بطنٍ، و (ظهرًا) بدل عن الضمير في (يقلبها)، وهو بدل البعض؛ يعني كما أن الريشةَ الساقطةَ في مفازةٍ تقلبها الرياح ظهرًا لبطنٍ وبطنًا لظهرٍ كلَّ ساعةٍ تقلبها على صفةٍ؛ فكذلك القلوبُ تنقلبُ ساعةً من الخير إلى الشر، وساعةً من الشر إلى الخير، فإذا كان كذلك فاسألوا الله ثباتَ القلوب على الدين والطاعة، وتعوَّذوا بالله تعالى من أن تنقلبَ من الخير إلى الشر.
* * *
٨٢ - عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُؤمنُ عبدٌ حتَّى يُؤمنَ بأربعٍ: يشهدُ أنْ لا إلهَ إلَاّ الله، وأنِّي رسولُ الله بعثَني بالحقَّ، ويؤمنَ بالموتِ، وبالبعْثِ بعدَ الموتِ، ويؤمنَ بالقَدَرِ".
قوله:"ولا يؤمن عبد": هذا نفي أصل الإيمان، لا نفي الكمال؛ فمَن لم يؤمن بواحدٍ من هذه الأربعة لم يكن مؤمنًا
أحدها: الإقرار بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ الله، بعثَه بالحق على كافة الإنس والجن.
والثاني: أن يؤمنَ بالموت؛ يعني: يعتقد أن الدنيا وأهلَها تَفنَى، كما