وإنما يفعل ذلك إذا طال مقامُه في مُنَاخه، فضرب الجِرَان مثلًا للإسلام إذا استقرَّ قرارُه، فلم تكن فتنةٌ ولا هيجٌ، وجَرَتْ أحكامه على العَدل والاستقامة، ذكره الخطابي في "المعالم".
* * *
٤٢١٥ - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قال:"ذكَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بلاءً يُصيبُ هذِهِ الأُمّةَ حتَّى لا يَجدَ الرَّجُلُ مَلْجَأً يَلْجَأُ إليهِ مِنَ الظُّلْمِ، فَيَبْعَثُ الله رَجُلاً، منْ عِتْرَتِي أهلِ بَيتي، فَيَمْلأُ بهِ الأَرضَ قِسْطًا وعَدْلًا كما مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَرضَى عنهُ ساكِنُ السَّماءِ، وساكِنُ الأَرْضِ، لا تَدعُ السَّماءُ منْ قَطْرِها شَيْئًا إلَّا صبَّتْهُ مِدْرارًا، ولا تَدَعُ الأرضُ منْ نَباتِها شَيْئًا إلَاّ أَخْرَجَتْهُ، حتَّى تَتَمَنَّى الأَحياءُ الأموَاتَ، يعيشُ في ذلكَ سَبْعَ سِنينَ، أو ثَمانِ سِنينَ، أو تِسعَ سِنينَ".
قوله:"لا تَدعُ السَّماءُ مِنْ قَطْرِهَا شيئًا إلا صبَّتْهُ مِدْرارًا".
قال في "الفائق": (المِدْرارُ): الكثير الدَّر، مِفْعَال مما يستوي فيه المذكر والمؤنث، كقولهم:(رجل وامرأة مِعْطَار ومِطْفَال)، و (مدرارًا) نُصِبَ على الحال من ضمير (السماء).
قوله:"يعيشُ في ذلكَ سبعَ سنين، أو ثَمان سنين، أو تسعَ سنين"، (ذلك) إشارة إلى المذكور من العَدْل وغير ذلك من أنواع الخَيرات والأفعال المحمودة.
و (أو) في (ثمان أو تسع): يحتمل أن تكون للشكِّ من الراوي، ويحتمل أن تكون للتنويع كما قال تعالى:{أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ}[المائدة: ٣٣].