٤٢١٤ - عن أُمِّ سَلَمَةَ عن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"يكونُ اختِلاف عِنْدَ مَوتِ خَليفَةٍ، فيَخرُجُ رَجُلٌ من أهلِ المَدينةِ هارِبًا إلى مكَّةَ، فيأتيهِ ناسٌ مِنْ أهلِ مَكّةَ فيُخرِجونَهُ وهو كارِهٌ، فيُبايعونَهُ بينَ الرُّكْنِ والمَقامِ، ويُبْعَثُ إليهِ بَعْثٌ منَ الشَّامِ، فيُخْسَفُ بهم بالبَيْداءِ بينَ مكَّةَ والمَدينةِ، فإذا رأَى النّاسُ ذلكَ أتاهُ أَبْدالُ الشَّامِ وعَصَائِبُ أَهْلِ العِراقِ فيُبايعونَهُ، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ منْ قُرَيشٍ، أَخْوَالُه كَلْبٌ، فَيَبْعَثُ إليهم بَعْثًا فيَظهرونَ عَلَيهمْ، وذلكَ بَعثُ كَلْبٍ، ويَعْمَلُ في النَّاسِ بِسُنَّةِ نبيهِمْ، ويُلقي الإِسلامُ بجِرانِهِ إلى الأَرْضِ، فيَلبَثُ سبعَ سِنينَ، ثمّ يُتَوفَّى ويُصلِّي عليهِ المُسْلمون".
قوله:"أبدالُ الشَّام"، (الأبدال): عبارةٌ عن أولياءِ الله سبحانه وتعالى، سُموا أبدالاً؛ لأنه إذا مات واحدٌ منهم أبدلَ الله مكانه بشخص آخر، وواحدُ الأبدال: بَدَلٌ، وقيل: بَدِيْلٌ.
قوله:"فيظهرون عليهم": الضمير في (فيظهرون) للمتابعين، والضمير في (عليهم) لبعث النبي؛ يعني: إذا ظهر المهدي، ودعا إلى الحق ظهرَ قرشيٌ منازع له، باغٍ حاسد، واتفق أن أمه تكون من قبيلة كَلْبٍ، فتكون تلك القبيلة أخواله، فينتصرون لابن أختهم فيقاتل شيعة المهدي مع شيعة القرشي أخواله من كلب، فتغلب شيعة المهدي، وهم الداخلون في بيعته على بني كَلْب جيشِ القُرشي.
قوله:"ويُلقي الإسلام بِجِرانِهِ إلى الأرض"، (الجِرَان): مُقَدَّمُ العُنُق، وأصله في البعير: إذا مدَّ عنقَهُ على وجه الأرض، فيقال: ألقى البعير جِرَانَه،