للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الاعتقاد، ومَن كان اعتقادُه مخالفًا لِمَا عليه رسولُ الله - عليه السلام - وأصحابُه - رضي الله عنهم - فلا يجوز مقاربتُه ومجالستُه، والصلاة عليهم مَبنيَّةٌ على أقوال تكفيرهم، فَمَن حَكَمَ بكفرهم لم يُجوِّز الصلاةَ عليهم، ومَن لم يحكم عليهم بكفرهم يُجوِّز الصلاةَ عليهم، بل تكون الصلاة عليهم - على قوله - فرضًا على الكفاية.

وتأويل قوله: "فلا تشهدوهم": أن هذا لقبيح اعتقادهم وزجرهم عن هذا الاعتقاد، وليس لنهي الصلاة عليهم، بل الصلاةُ عليهم كالصلاة على الفُسَّاق.

(فلا تشهدوهم)، شهدَ: إذا حضرَ؛ أي: فلا تحضروا جنائزَهم للصلاة.

* * *

٨٦ - وعن عمر - رضي الله عنه -، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُجالسوا أهلَ القدَرِ، ولا تفاتحوهم".

قوله: "لا تفاتحوهم"؛ أي: لا تبتدئوهم بالكلام ولا تُناظروهم، ولا تبحثوا معهم عن الاعتقاد؛ فإنهم يوقعونكم في الشك ويُشوِّشون عليكم مذهبَكم في الاعتقاد.

* * *

٨٧ - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستةٌ لعنتُهُمْ، لعنَهُمُ الله، وكلُّ نبيًّ مُجابٍ: الزائدُ في كتابِ الله، والمكذَّبُ بقدَرِ الله، والمُتسلِّطُ بالجَبَروتِ ليُعزَّ مَنْ أَذَلَّ الله ويُذلَّ مَنْ أَعَزَّ الله، والمستحِلُّ لحُرَمِ الله، والمستحِلُّ منْ عِترتي ما حرَّمَ الله، والتاركُ لسُنَّتي".

قوله: "ستةٌ لعنتُهم"، (ستة)؛ أي: ستةُ أشخاصٍ لعنتُهم؛ أي: دعوتُ عليهم بدعاءِ سوءٍ، ولعن - بفتح العين في الماضي والغابر - لعنًا: إذا دعا

<<  <  ج: ص:  >  >>