للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على أحدٍ بسوءٍ، فقوله: "لعنَهم الله" هذا إخبارٌ وليس بدعاءٍ؛ يعني: إذا لعنتُهم لعنَهم الله.

قوله "كلُّ نبيًّ يُجاب"، فـ (كل): مبتدأ، و (يجاب): فعل مضارع لم يُسمَّ فاعلهُ، وهو خبر المبتدأ، والواو واو الابتداء.

وفي بعض النسخ: "وكلُّ نبيًّ مُجَابٌ" بالميم، فـ (كل) مبتدأ أيضًا، و (مجاب) خبره، والرواية الأولى هي الأصح؛ يعني: كلُّ نبيًّ مجابُ الدعوة فإذا كان كلُّ نبيًّ مُجابَ الدعوة فدعائي البتةَ مقبولٌ، وإذا كان دعائي مقبولاً تكون اللعنةُ على هؤلاء الستة واقعةً، ولا يجوز (مُجابِ الدعوة) بالجر على أن يكون صفةً لـ (كل نبي)؛ لأنه لو كان (مجاب) صفةً ليبقى يكون بعضُ الأنبياء مجابَ الدعوة، وبعضُهم غيرَ مجاب الدعوة، وهذا خطأ؛ بل كلُّهم مجابُ الدعوة، ولا يجوز أن يُعطف و (كل نبي) على التاء في (لعنتهم)؛ لأنه حينَئذٍ يكون معناه: لعنتُهم أنا وكلُّ نبي، فحينَئذٍ يكون (يجاب) أو (مجاب) صفةً لـ (كل نبي)، فقد قلنا: إنه لا يجوز أن تكون صفةً.

أحد الستة: "الزائد في كتاب الله تعالى"؛ يعني: الذي يزيد في القرآن في لفظه أو في حكمه، وكذلك في التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله تعالى، فمَن زاد في لفظها أو حكمها فهو كافرٌ؛ لأنه كان متعمدًا عالمًا بأنه لم يأمر الله تعالى به.

الثاني: "المكذِّب بقَدَر الله تعالى"؛ وقد مر ذكره.

الثالث: "المتسلِّط بالجَبَرُوت"، (المتسلط): المستولي والغالب، والحاكمُ (بالجَبَرُوت)؛ أي: بالتكبُّر والعظمة ليعزَّ؛ أي: لأجل أن يعزَّ؛ يعني: مَن هو قائمٌ ومُستولٍ على الناس؛ لإعزاز مَن أذلَّه الله تعالى كالكفار، وإذلالِ مَن أعزَّه الله كالمسلمين، فمَن كانت هذه صفتُه فهو ملعونٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>