للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "لو عُرِض عليَّ ما كرهت"؛ يعني: لو عرض عليَّ ما جعل في الدجال من الإغواء والخديعة والتلبيس وغير ذلك؛ لما كرهت، بل قبلت، هذا دليلٌ واضح على كفره.

* * *

٤٢٥٣ - وقالَ ابن عُمَرَ: لقِيتُهُ وقد نَفَرَتْ عَيْنُه، فَقُلْتُ: متَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ ما أَرَى؟ قال: لا أَدْرِي، قلتُ: لا تَدرِي وهيَ في رَأْسِكَ؟ قال: إنْ شاءَ الله خلَقَها في عَصاكَ، قال: فنخَر كأشَدِّ نَخِيرِ حِمارٍ سَمِعْتُ.

قوله: "لقيتُهُ وقد نَفَرَتْ عينُهُ": الضمير المنصوب في (لقيته) لابن الصياد.

قال في "الغريبين": (نَفَرت)؛ أي: وَرِمت، وهو مأخوذ من (نفار الشيء عن الشيء) وهو: تجافيه عنه، (وقد نفرت عينه) جملة وقعت حالًا من الضمير المنصوب في (لقيته)، والماضي إذا وقع حالًا لا بد من (قد) ظاهرة أو مقدرة؛ لأن (قد) ظاهرة أو مقدرة تقرِّبُ الماضي من زمن الحال.

قوله: "فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ " (متى): موضوع للسؤال عن الزمان، و (ما) في (ما أرى) موصول تقديره: ما أراه، والضميرُ العائدُ من الصلة إلى الموصول إذا كان منصوبًا حذفُهُ حسنٌ.

ومعناه: متى فعلت عينُكَ الألمَ الذي أراه بك وتشويهَ الخِلقَةِ؟ أراد: متى فعلت العينُ بنفسها هذا الورمَ القبيحَ؟ أو أراد نسب الفعل إلى العين مجازًا، والمراد غيره، وكأنه لبَّس على ابن صياد، فنسبَ الفعلَ إلى العين يمتحنه، هل يوافق أم يخالف؟

قوله: "إن شاء الله خلقها في عصاك": قال الإمام التُّورِبِشتي في "شرحه":

<<  <  ج: ص:  >  >>