للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابن مريمَ حكمًا عدلًا"، (أوشك): إذا أسرع، واللام مبتدأ للقسم، والنون للتأكيد؛ يعني: والله ليسرعن وليقربن نزولُ عيسى عليه السلام.

(فيكم)؛ أي: في أهل دينكم حاكمًا عادلًا.

(الحَكَم) بالتحريك: الحاكم، و (العَدْل): العادل، وكلاهما منصوبٌ على الحال.

قوله: "فيكسرَ الصليبَ ويقتلَ الخنزير": الصليب في اصطلاح النصارى: خشبةٌ مثلثة يدَّعون أن عيسى - عليه السلام - صُلِب على خشبة على تلك الصورة، وقد يكون فيه صورة المسيح، وقد لا يكون.

قال في "شرح السنة": يريد إبطالَ النصرانية، والحكمَ بشرع الإسلام.

ومعنى قتل الخنزير: تحريم اقتنائه وأكله، وإباحة قتله، وفيه بيانُ أن أعيانَها نجسةٌ؛ لأن عيسى عليه السلام إنما يقتلها على حكم شرع الإسلام، والشيءُ الطاهرُ المنتفعُ به لا يُباحُ إتلافه.

وقوله: "ويضعُ الجِزيةَ": معناه: أنه يضعها عن أهل الكتاب، ويحملهم على الإسلام، ولا يقبلُ منهم غيرَ دينِ الحق.

فقد رُوِي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نزول عيسى: "وتَهلِكُ في زمانه المللُ كلُّها إلا الإسلام، ويَهلِكُ الدجَّالُ، فيمكثُ في الأرضِ أربعين سنةً، ثم يُتوفَّى، فيصلي عليه المسلمون".

وقيل: معنى وضع الجزية: أن المالَ يكثر حتى لا يوجدَ محتاج ممن تُوضَعُ فيهم الجزية، يدلُّ عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فيفيض المال حتى لا يقبله أحد"، هذا كله منقولٌ من "شرح السنة".

فاض الماء فيضًا وفيضوضة: كثر حتى سال على ضفة الوادي، ذكره في

<<  <  ج: ص:  >  >>