للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"منتخب الصحاح".

(الضفَّة) بالكسر: الجانب.

"فيفيض المال"؛ أي: يكثر ويتسع بحيث لا يُوجَد فقيرٌ في ذلك الزمان البتة.

وتلخيص المعنى: أنه عبارة عن كثرة الأيادي والنعم في أيدي جميع الناس، وسعة أرزاقهم بحيث لا ضيقَ لأحد، ولا حرصَ فيهم، بل قطعَ كلُّ واحد منهم النظرَ عما في أيدي صاحبه، وذلك فضل ورحمة من الله.

قوله: "حتى تكونَ السجدةُ الواحدةُ خيرًا من الدنيا وما فيها"؛ يعني: يشتغل الناس في ذلك الوقت بالطاعة، ويزهدون في الدنيا بحيث لو وُفِّقَ لأحد منهم سجدة؛ لكانت أحبَّ إليه من وجدانه جميع أموال الدنيا.

إن قيل: العبادة في نفس الأمر خيرٌ في جميع الأوقات، فلمَ خُصَّت الخيرية في الطاعة بذلك الزمان؟

قيل: لأن في ذلك الزمان الرغبة في الطاعة أكثر، والخضوع فيها أتم وأبلغ، فلهذا خُصَّت خيريتها به.

* * *

٤٢٦٠ - وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله لَيَنْزِلنَّ ابن مرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّليبَ، ولَيقْتُلَنَّ الخِنْزِيرَ، ولَيَضَعَنَّ الجزيَةَ، ولَيترُكَنَّ القِلَاصَ ولا يَسعَى عَلَيها، ولَتَذْهَبن الشَّحْناءُ والتَّباغُضُ والتَّحاسُدُ، ولَيَدْعُوَنَّ إلى المالِ فلا يقبَلُهُ أَحَدٌ".

قوله: "ولتتركَنَّ القِلاصُ فلا يسعَى عليها"، (القلاص): جمع قلوص، وهي الشابة من النوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>