قال ابن أبي ذُؤيبٍ في معناه: فأمَّكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -.
يعني: يؤمكم في الصلاة من كان من أهل دينكم، ولا يؤمكم عيسى عليه السلام، بل يكون بمنزلة الخليفة، وفيه دليلٌ على أن عيسى عليه السلام لا يكون من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل يكون مقررًا لدينه، وعونًا على أمته.
* * *
٤٢٦٢ - وقال:"لا تزالُ طائِفَةٌ منْ أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحَقِّ ظاهِرينَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ". قال:"فينزِلُ عيسَى بن مَرْيمَ، فيقولُ أميرُهُمْ: تعالَ صَلِّ لنا، فيقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ أُمَراءُ، تَكْرِمَةَ الله هذهِ الأمّةَ".
قوله:"تكرمةَ الله هذهِ الأمةَ": نصب (تكرمة) على أنه مفعول له، وهي علةٌ لفعلٍ مقدَّر دلَّ عليه مضمونُ الجملة المقدرة، كأنه قيل له: يا رسول الله! لم جعلَ الله في ذلك الزمان تأميرَ الأمة بعضها على بعض؟ فأجاب بأنه جعل الله ذلك التأمير تكرمةً لهذه الأمة.
أو مفعول مطلق، كأنه قال: كرَّم الله تعالى هذه الأمة تكرمة من قبله سبحانه.
ولو رُوِي بالرفع، كان خبرَ مبتدأ محذوف، كأنه قال: هذه الفعلة تكرمة الله تعالى.
و (هذه) مفعول به للتكرمة، و (الأمة) صفة لـ (هذه).
يعني: جعل الله بعضكم على بعض الأئمة والأمراء؛ لتكرمته تعالى هذه الأمة، وتفضُّله عليهم.