قوله: "يخرجُ الدجالُ، فيمكثُ أربعينَ لا أدري": قال الإمام التُّورِبشتي: قلت: (لا أدري) إلى قوله: (فيبعث الله عيسى عليه السلام) من قول الصحابي؛ أي: لم يزدني على أربعين شيئًا؛ أي: المراد منها: فلا أدري أيًا أراد من هذه الثلاثة.
قوله: "يا أيُّها الناسُ! هلمَّ إلى ربكم"؛ يعني: تعالوا، وارجعوا إلى ربكم.
قال في "الصحاح": قال الخليل: أصله: (لمَّ) من قولهم: لمَّ الله شعثه؛ أي: جمعه، كأنه أراد: لُمَّ نفسَك إلينا؛ أي: اقْرُبْ إلينا، و (ها) للتنبيه، وإنما حُذِفت ألفها؛ لكثرة استعمالها، وجُعِلا اسمًا واحدًا يستوي فيه الواحد والجمع في لغة أهل الحجاز.
وقيل: أصله: (ها الْمُم) نقل حركة الميم إلى اللام، واستغنى عن همزة الوصل، فاجتمع ساكنان في الآخِر، فأدغم، فبقي (ها لُمَّ)، فحُذِف الألف؛ لالتقاء الساكنين؛ الألف وسكون اللام في التقدير، وقيل: أو ليركَّبا فيصيرا كـ (حضرموت).
قوله: "فيقال: أخرجوا بعثَ النارِ": إما خطابٌ للملائكة، أو لآدم في تقسيم ذريتهم؛ يعني: إعلام الخلق أنه يُوجَّه الأكثرُ إلى النار، والأقل إلى الجنة، والسببُ في تكثير العصاة وتقليل المطيعين: أنه سبحانه وتعالى لا يصلحُ لخدمته إلا من هو في غاية الاصطفاء، ومثل هذا قليلُ الوجود في البشر المركبين من الشهوات والنهمات.