للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجد، ومقاساة الشدة: شَمَّر عن ساقه.

ويقال: إذا اشتدَّ الأمرُ في الحرب: كشفت الحربُ عن ساقٍ.

قال في "شرح السنة": وقال ابن عباس: يوم كرب وشدة. وقال: هي أشد ساعة في القيامة.

فعلى هذا القول معناه: المبالغة في التجلي والظهور عن ذاته؛ لأنه في اللغة عبارةٌ عن الجد في الأمر، أو لأن الساقَ يكون مستورًا غالبًا، فكشفُهُ مبالغةٌ في هذا الوجه أيضًا.

* * *

مِنَ الحِسَان:

٤٢٧٥ - عن مُعاوِيَةَ - رضي الله عنه - قالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَةُ، ولا تَنْقَطِعُ التَّوبَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ منْ مَغْرِبها".

قوله: "لا تنقطع الهجرة": من المعاصي إلى الطاعة، ومن الكفر إلى الإيمان.

"حتى تنقطعَ التوبةُ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"؛ يعني: لا تنقطعُ الهجرةُ من المعاصي إلى الطاعة، ومن الكفر إلى الإيمان، حتى تنقطعَ التوبة، وزمان انقطاع التوبة إما عند اليأس من الحياة، وهو حين رأى الشخص ملك الموت، فإذا تاب في ذلك الوقت لا تُقبَلُ توبته، وكذا لو آمن لا يُقبَلُ إيمانه، قال الله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [النساء: ١٨].

وإما عن طلوع الشمس من مغربها، وطلوعُ الشمس من المغرب من أشراط الساعة، كما ذكر في (باب أشراط الساعة)، ومر.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>