قال الإمام التُّورِبشتي رحمة الله عليه: هذا التفسيرُ أشبهُ بنسق الحديث؛ لما في بعض طرقه:"يكوران في النار"، ويكون تكويرهما فيها؛ ليعذب بهما أهل النار، لا سيما عبَّاد الأنواء، لا ليُعذَبا في النار، فإنهما بمعزل (١) عن التكليف.
* * *
مِنَ الحِسَان:
٤٢٨٢ - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيَّ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ الصُّورِ قدِ التَقَمَهُ، وأصْغَى سَمْعَهُ، وحنَى جَبْهَتَهُ متَى يُؤمَرُ بالنَّفْخِ؟ ". فقالوا: يا رسولَ الله! وما تَأْمُرُنا؟ قال:"قُولُوا: حَسْبنا الله ونِعْمَ الوَكيلُ".
قوله:"كيف أنعم"؛ أي: كيف أنتعم؟ وقيل: كيف أفرح؟ والنعمة: المسرة، قاله في "شرح السنة".
يعني: كيف يطيب عيشي، وقد قَرُب أمرُ الساعة؟ وكأنه خاف على أمته قربها، وقد علم أنها لا تكون إلا على شِرارِ الناس، أو تنبيهٌ على حثِّ أصحابه على الوصية لمن بعدهم على التهيؤ لها.