للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نحن نطحناهُم (١) غداةَ الجَمْعينِ

نَطْحًا شَديدًا لا كنطحِ الصُّورينِ

ويقال: هي جمع (صُورَة)، مثل: (بُسْرَة) و (بُسْر)؛ أي: ينفخ الأرواح في صور الموتى، وقرأ الحسن: (يوم ينفخ في الصور)، ذكره في "الصحاح".

قوله: "قد التقمه": ابتلعه، يقال: التقمت اللقمة؛ أي: ابتلعتها.

"أصغَى سمعَهُ"؛ أي: أمال أذنه، يقال: أصغيت الإناء: إذا أملته.

أي: كيف يكون عيشي طيبًا وصاحب الصور قد ابتلع الصور؟ يعني: وضع الصور في فمه، وينتظر متى يؤمر بالنفخ؟

قوله: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ أي: قولوا: الله سبحانه مُحسِبنا وكافينا، من (أحسبه الشيء): إذا كفاه، والدليلُ على أن (حسبك) بمعنى: مُحسِبك: وقوعه صفة للنكرة، كأن تقول: هو رجل حسبك، فلو لم يكن اسم فاعل، وإضافته في تقدير الانفصال، لما وقع صفةً للنكرة إذا كان مضافًا إلى معرفة.

و (الوكيل): فعيل بمعنى المفعول؛ أي: نعم الموكول إليه الله تعالى.

و (الله) مبتدأ، و (حسبنا) خبر مقدم، و (نعم) فعل المدح، و (الوكيل) فاعله، والمخصوص بالمدح محذوف.

* * *


(١) في جميع النسخ: "لقد نطحناهم"، والتصويب من "الزاهر في كلام الناس" لابن الأنباري (١/ ٤١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>