للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و (النُّزل) بضم الزاي وسكونها: ما يُهيأ للنزيل، وهو الضيف.

قال الإمام التُّورِبشتي: (يتكفؤها) من رواية البخاري، وروي في "كتاب مسلم": (يَكْفَؤها)، وهو الصواب على ما نعرفه من رواية الحفاظ، وهو المستقيمُ على اللغة العربية، والمعنى: يقلبُها.

ونرى الحديث مشكلًا جدًا غيرَ منكرين شيئًا من صنع الله وعجائب فطرته، بل لعدم التوقف الذي يكون موجبًا للعلم في قلب جرم الأرض من الطبع الذي عليه إلى الطبع المطعوم والمأكول، مع ما ورد من الآثار المنقولة: أن هذه الأرضَ برَّها وبحرَها تمتلئ نارًا في النشأة الثانية، وتنضمُّ إلى جهنم.

فنرى الوجه فيه: أن تقول: معنى قوله: "خبزة واحدة"؛ أي: كخبزة واحدة من نعتها كذا وكذا، وهو مثل ما في حديث سهل بن سعد: "كقرصة النقي"، وإنما ضربَ المثل بقرصة النقي؛ لاستدارتها وبياضها على ما ذكرنا، هذا كلُّه كلامُ الشيخ التوربشتي.

ما ذكره الشيخ - رحمة الله عليه - مستقيمٌ جدًا إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "نزلًا لأهل الجنة"، فحينئذ التنزيل يرُّد ذلك التأويل، ثم لا يبقى لـ (يكفأها) فائدة، وإن أريد تصحيحه؛ فالوجه أنه تعالى يكفأها؛ أي: قادر على قلبها، ليس كحال الأرض في الدنيا في قرارها وثباتها.

وقوله: "نزلًا"؛ أي: كخبزة تُخلَق نُزُلًا لأهل الجنة، فتقع النسبة في المجموع، لا في الخبزة نفسها، فإذا فُتِحَ بابُ القدرة الإلهية وظهورها ذلك اليوم، استغنيت عن التأويل الذي ذكره هو وغيرُهُ.

* * *

٤٢٨٦ - وقال: "يُحْشَرُ النَّاسُ على ثلاثِ طرائِقَ: راغِبينَ راهِبينَ، واثنانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>