على بعيرٍ، وثلاثةٌ على بَعيرٍ، وأَرْبَعةٌ على بَعيرٍ، وعَشَرةٌ على بَعيرٍ، وتَحْشُرُ بقيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقيلُ مَعَهُمْ حيثُ قالُوا، وتَبيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ باتُوا، وتُصْبحُ مَعَهُمْ حيثُ أَصْبَحُوا، وتُمْسِي مَعَهُمْ حيثُ أَمْسَوْا".
قوله: "يحشر الناس على ثلاثِ طرائقَ"، قال في "شرح السنة": هذا الحشرُ قبل قيام الساعة، وإنما يكونُ ذلك إلى الشامِ أحياءً، فأما الحشرُ بعد البعث من القبور على خلاف هذه الصفة من ركوب الإبل، والمعاقبة عليها، إنما هو كما أخبر: أنهم يبعثون حفاة عراة.
وقيل: هذا في البعث دون الحشر.
يعني: أهل العَرَصاتِ ثلاثة أصناف:
"راغبين": وهم الذين لا خوفٌ عليهم، ولا هم يحزنون.
و"راهبين": وهم الذين يخافون، ولكن ينجون.
والثالث: يُحشَرُون إلى النار، وهم المعني بقوله: "وتحشر بقيتهم النار".
والتنزيل نطق به، قال تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} إلى قوله {وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}[الواقعة: ٤ - ٨٩].
{وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً}: حال تقديره: كنتم أزواجًا ثلاثة حال انقسامكم إلى مراتب مختلفة؛ محسن، وأحسن منه، ومتوسط بينهما.
شرحُ مشكلات ما في الآية من اللُّغات:
{رُجَّتِ الْأَرْضُ}: حُرِّكت وزلزلت، قيل: إن الله تعالى إذا أوحى إليها اضطربت فَرَقًا.
{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا}؛ أي: فتَّت فتًا كالدقيق المبسوس، وهو المبلول.