للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و (العراة): جمع العاري، وهو الذي ليس ببدنه ثوبٌ.

(الغُرْل): جمع الأغرل، وهو الذي لم يُختَنْ.

والفائدةُ في خلق الجلدة المقطوعة من المختنين، والعلم عند الله سبحانه: التنبيهُ على إحكام خِلْقَتِهِ، وأنه خُلِقَ للأبد، لا للفناء؛ إذ لم ينقصْ من أعضائه، بل الناقص أُعيدَ كاملًا، أو لأنه التزم عَودَهُ كما كان، ووقت كونه كان غُرلًا، فأُعيدَ كما كان.

(حفاة) (عراة) (غرلًا) ثلاثتها منصوبة على الحال من الضمير في (محشورون).

قوله: "ثم: قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ": الكاف متعلق بمحذوفٍ دلَّ عليه (نعيده)، تقديره: نعيد الخلق إعادةً مثل الخلق الأول؛ يعني: بدأناهم في بطون أمهاتهم حفاة عراة غرلًا، كذلك نعيدهم يوم القيامة نظيرها.

{وَعْدًا عَلَيْنَا} إعادته، (وعدًا) بالنصب على المصدر من غير لفظ الفعل؛ لأن الإعادةَ وعدٌ، كأنه قال: وعدناه وعدًا، ويجوز أن يكون (علينا) صفة الوعد؛ أي: وعدًا واجبًا علينا بإيجابنا.

{إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}؛ أي: الإعادة والبعث.

وبيان إيجابه تعالى على نفسه حشرَ الأجساد كرمًا: أنه وعد حشر الأجساد المتضمن للثواب والعقاب في كلامه القديم في غير موضع، فإذا وعد به وجب إنجازه صدقًا لوعده؛ لقوله سبحانه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: ٩]، ولأنه لما أخبر بوقوعه، فإن لم يقع لزم تطرُّقُ الخُلْفِ إلى كلامه، وذلك نقصٌ، وهو سبحانه منزَّهٌ عن ذلك، فإذا ثبت هذا، فالمعاد الجسماني إنما أوجبه إخبارُ الصادق المعصوم، لا القضيةُ العقلية؛ لأنها مختلف فيها، ولأن

<<  <  ج: ص:  >  >>