للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في "معالم التنزيل": قال ابن زيد: الفرق بين (الغَبَرة) و (القَتَرة): أن (القَتَرة): ما ارتفع من الغبار، فلحق بالسماء، و (الغَبَرة): ما كان أسفل في الأرض.

قوله: "فأيُّ خزيٍ أخزى من أبي الأبعد؟ ".

قوله: "من أبي الأبعد": لم يردْ منه الأبعدَ في النسب، إذ الأبُ أصل الولد، فكيف يسمى أبعد؟ وإنما أراد الأبعد مني في المرتبة والالتحاق بأهل النار.

يعني: إدخال والدي في النار إهانة لي، وفي الإهانة جلبُ الخزي العظيم، وقد وعدتني أن لا تخزيني؟

فأجيب بأنَّ تعذيبَ الكافر واجبٌ، وفعل الوجوب لا يُسمَّى خزيًا، فالحقيقةُ أنه وعده أن لا يخزيه في نفسه، وفي حقَّ من لا يستحقُّ الخزيَ، وأما الخزيُ المطلق، فلم يمنعه، فإذا علم أن أباه مات على الكفر تبرأ منه؛ لعلمه: أن الجنة محرمةٌ على الكفرة.

يقول (١) - عز وجل -: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}.

قوله: "ما تحت رجليك؟ "، (ما): استفهام مبتدأ، و (تحت) خبره، ويحتمل أن يكون بمعنى: الذي؛ أي: انظر إلى الذي تحتَ رجليك.

قوله: "فإذا هو بذِيخٍ": (الذيخ): الذكر من الضباع.

قوله: "فيُؤخذُ بقوائمه"، (القوائم): جمع قائمة، وهي ما تقوم به الدواب، فهي من الدواب بمثابة الأرجل من الإنسان؛ أي: يُجرُّ بقوائمه فيُلقى في النار.

* * *


(١) في جميع النسخ: "قوله"، ولعل الصواب ما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>