قال في "شرح السنة": لم يرد به الردةَ عن الإسلام، وإنما معناه: التخلفُ عن بعض الحقوق الواجبة والتأخر عنها، ولذلك قُيدَ بقوله:(على أعقابهم)، ولم يرتدَّ بحمد الله تعالى أحدٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما ارتد قومٌ من جُفاةِ العرب.
قوله:"فأقول كما قال العبدُ الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} " الآية، (العبد الصالح)؛ يعني: عيسى صلوات الله عليه.
* * *
٤٢٨٩ - عن أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رَجُلًا قالَ: يا نبيَّ الله! يُحْشَرُ الكافِرُ على وَجْههِ يومَ القِيامَةِ؟ قال:"أَلَيْسَ الذِي أمْشاهُ على الرِّجلَيْنِ في الدُّنيا قادِرٌ على أنْ يُمْشِيَه على وَجْهِهِ يَوْمَ القِيامَةِ؟ ".
قوله:"أمْشَاهُ على الرجلين"، (أمشى): إذا جعل أحدًا ماشيًا.
* * *
٤٢٩٠ - عن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"يَلقَى إبراهيمُ أباهُ يومَ القِيامَةِ وعلى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وغَبَرَةٌ، فيقولُ لهُ إبراهيمُ: أَلَمْ أقُلْ لكَ: لا تَعْصِني؟ فيَقولُ لهُ أبوهُ: فاليَوْمَ لا أَعصِيكَ، فيقُولُ إبراهيمُ: يا ربِّ! إنَّكَ وعَدْتَنِي أنْ لا تُخزِيَني يَوْمَ يُبعَثونَ، فأيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أبي الأَبْعَدِ؟ فيقولُ الله - عز وجل -: إنَّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ على الكافِرينَ، ثُمَّ يُقالُ لإبراهيمَ: ما تحتَ رِجلَيْكَ؟ فينظُرُ فإذا هوَ بذِيخٍ مُتَلطَّخٍ، فيُؤخَذُ بقَوائِمِهِ فيُلقَى في النَّارِ".
قوله:"وعلى وجه آزر قترة وغبرة"، (الغَبَرة): الغبار، و (القَتَرة): الغبرة التي معها سواد.