للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٠١ - عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ القِيامَةِ إلَّا هَلَكَ"، قلتُ: أَوَ ليسَ يقولُ الله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقالَ: "إنَّما ذلكَ العَرْضُ، ولكنْ مَنْ نُوقِشَ في الحِسابِ يَهلِكُ".

قوله: "من نُوقِش الحسابَ يهلك"، (من) شرطية، و (نوقش) جملة شرطية، و (يهلك) جملة جزائية، يجوز في (يهلك) الجزم وتركه؛ إن جزم فظاهر؛ لأنه فعلٌ مستقبل، وإن لم يجزم فلأن اشرطَ ماضٍ، والجزاءُ يترتب على الشرط، فإذا كان الشرط غير مجزوم، فجزاءُهُ يجوز أن يكون غير مجزوم.

قال في "شرح السنة": (المناقشة): الاستقصاءُ في الحساب حتى لا يُترَكَ منه شيء، يقال: انتقشت منه جميعَ حقي، ومنه: نقش الشوكة من الرِّجل، وهو استخراجها منها؛ يعني: من جرى في حسابه مضايقةٌ بالنقير والقطمير، فقد هلك.

* * *

٤٣٠٢ - وقالَ - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا سيُكلِّمُهُ ربُّه، ليسَ بينَهُ وبينَهُ تَرْجُمانٌ ولا حِجابٌ يَحْجُبُهُ، فيَنظُرُ أيْمنَ منهُ فلا يَرى إلَّا ما قدَّمَ منْ عَمَلِهِ، وينظُرُ أشْأمَ منهُ فلا يرَى إلَّا ما قَدَّمَ منْ عَمَلِهِ، ويَنْظُرُ بينَ يدَيْهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ تِلْقاءَ وَجْهِهِ، فاتَّقُوا النَّارَ ولَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ".

قوله: "ليس بينه وبينه ترجمانٌ ولا حِجابٌ"، (ترجم كلامه): إذا فسَّره بلسان آخر، ومنه (التَّرجمان) مثل الزعفران، ويقال: ترجمان، ولك أن تَضُمَّ التاء لضمة الجيم، فتقول: تُرْجُمان مثل: يَسروع ويُسروع، ذكره في "الصحاح".

يعني: ليس بين ربه تعالى وبين العبد ترجمان؛ يعني: مفسر، ولا حِجاب.

قوله: "فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم" الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>