للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الأيمن): بمعنى اليمين، و (الأشأم): بمعنى الشمال؛ يعني: إذا كلَّم الله سبحانه عبدًا من عباده، فقد تحيَّر في ذلك الموطنِ بحيث لا مهربَ له ولا نصيرَ، فإذا نظر إلى يمينه وشماله، فلا يرى إلا العمل، وإذا نظرَ إلى بين يديه، فلا يرى إلا النار تلقاءَ وجهه.

"فاتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ"؛ يعني: فإذا عرفتم ذلك، فاحذروا النارَ، ولو بشيء يسير؛ يعني: لا تجترئوا على المعاصي ولو كانت صغائر، فإن المعاصيَ في معرض المؤاخذة، إلا أن يتوبَ وتصلحَ سريرتُهُ.

* * *

٤٣٠٣ - وقالَ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يُدْني المُؤْمِنَ فيضَعُ عليهِ كَنَفَهُ ويَسْتُرُه فيقولُ: أَتَعْرِفُ ذنْبَ كذا؟ فيقولُ: نَعَمْ، أيْ رَبِّ! حتَّى إذا قرَّرَهُ بذُنوبهِ ورأَى في نَفْسِهِ أنَّهُ هَلَكَ قالَ: ستَرتُها عليكَ في الدُّنيا، وأنا أَغْفِرُها لكَ اليَوْمَ، فيُعْطَى كتابَ حَسناتِهِ، وأمَّا الكُفَّارُ والمُنافِقُونَ فيُنادَى بهِمْ على رؤُوسِ الخَلائقِ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ".

وقوله: "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه": (يُدنِي)؛ أي: يقرب.

(الكَنَف): الجانب، وجناح الطائر: كنفه، والكنف: الساتر، وحظيرة من شجرة تُجعَل للإبل، ذكره في "الصحاح".

أي: يستره ويحفظه، يقال: فلانٌ في كنف الأمير؛ أي: في حفظه ومعاونته، وقيل: يبرُّهُ ويرحمُهُ.

* * *

٤٣٠٤ - وقالَ: - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ دَفَعَ الله إلى كُّلِّ مُسْلِمٍ يَهوديًا أو

<<  <  ج: ص:  >  >>