فك الرهن وافتكه بمعنى؛ أي: خلَّصه، و (فَكاك الرهن): ما يُفتكُّ به، و (فِكاك الرهن) أيضًا بالكسر: لغةٌ حكاها الكسائي، ذكره في "الصحاح".
يعني: إذا جاء يوم القيامة أعطى الله سبحانه كلَّ مسلم يهوديًا أو نصرانيًا؛ ليلقيه في النار فداءً له، تحقيق هذا: أن كل مسلم يوم القيامة يُعطَى ما كان ليهودي أو نصراني من المنزلة والكرامة لو آمنَ بجميع الكتب والرسل خصوصًا بنبينا - صلى الله عليه وسلم - وكتابنا.
* * *
٤٣٠٥ - وقالَ: "يُجَاءُ بنوْحٍ يومَ القِيامَةِ فيُقالُ له: هلْ بلَّغْتَ؟ فيقولُ: نعمْ، يا رَبِّ! فتُسأَلُ أمَّتُهُ: هلْ بلَّغَكُمْ؟ فيقولون:{مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ}، فيُقالُ: مَنْ شُهودُكَ؟ فيقول: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ"، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فيُجاءُ بِكُمْ فتَشْهَدونَ أنَّهُ قدْ بَلَّغَ"، ثمَّ قَرأَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
قوله: "ما جاءنا من نذير"، و (النذير): فعيل بمعنى مفعول، وفعيل قد يكون بمعنى فاعل، كـ (شفيع) بمعنى: شافع، وقد يكون بمعنى مُفاعِل كـ (سمير) بمعنى: مُسامر، وقد يكون بمعنى مُفعَل - بفتح العين - كـ (حكيم) بمعنى: محكَم، وقد يكون بمعنى مفعول كـ (ذبيح) بمعنى: مذبوح، والأخيرُ في صفة المذكر والمؤنث واحد، تقول: رجل جريح، وامرأة جريح.