للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: {أُمَّةً وَسَطًا}، (الوَسَط) بفتح السين: العدل والخيار، وإنما سمَّى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وسطًا؛ لأنهم لم يَغْلُوا غلوَّ النصارى، ولا قصَّروا تقصيرَ اليهود في حقوق أنبيائهم بالقتل والصلب، ذكره في "تفسير اللباب".

* * *

٤٣٠٦ - عن أنس - رضي الله عنه - قالَ: كُنَّا عِنْدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فضَحِكَ، فقالَ: "هلْ تَدْرونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ " قال: قُلنا: الله ورسولُه أَعْلَمُ، قال: "مِنْ مُخَاطَبةِ العَبْدِ رَبَّهُ، يقولُ: يا رَبِّ! أَلَمْ تُجِرْني مِنَ الظُّلمِ؟ "، قال: "فيقولُ: بَلَى"، قالَ: "فيقولُ: فإنَّي لا أُجيزُ على نَفْسِي إلَّا شاهِدًا مِنِّي"، قال: "فيقولُ: كَفَى بنفْسِكَ اليَوْمَ عليكَ شَهيدًا، وبالكِرامِ الكاتِبينَ شُهودًا"، قال: "فيُختَمُ على فيهِ، فيُقالُ لأَرْكانِهِ: انْطِقي"، قالَ: "فتَنْطِقُ بأَعْمالِهِ، ثُمَّ يُخَلَّى بينهُ وبينَ الكلامِ"، قال: "فيقولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كنتُ أُناضلُ".

قوله: "كفى بنفسِكَ اليومَ عليك شهيدًا"، (كفى): يستعمل لازمًا ومتعديًا إلى واحد وإلى اثنين؛ ومتى كان بمعنى: اكتفى، كان لازمًا، كما هو لفظ الحديث.

و (شهيدًا) نصب على الحال، و (عليك) معمول (شهيدًا).

يعني: اكتفِ بنفسِكَ في حال كونك شهيدًا.

(عليك): خبرٌ صورة أمرٌ معنى.

ومرة يُستعمَلُ متعديًا إلى واحد، كما قال المتنبي:

كَفَى بكَ داءً أن تَرَى الموتَ شَافيا

والباء زائدة في المفعول، و (أن ترى) فاعله، و (داء) نصب على التمييز. ومرة يتعدَّى إلى اثنين، قال الله تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: ٢٥]، و (المؤمنين) و (القتال) مفعولاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>